أخبرنا عبد اللَّه بن إدريس، حدّثنى عمرو بن عثمان بن عبد اللَّه بن مَوْهَب مولى الحارث بن عامر قال: قال مَوْهَب قال لى خُبيب وكانوا جعلوه عندى: يا مَوْهَب أطلب إليك ثلاتًا: أن تسقينى العَذبَ وأن تَجْنُبَنى ما ذُبِح على النُّصُب وأن تُؤذِنّى إذَا أرادوا قتلى.
أخبرنا عبد اللَّه بن إدريس عن محمّد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قَتادة: أنّ نَفرًا من قريش فيهم أبو سفيان حضروا قَتل زَيد فقال قائل منهم: يا زيد أنشُدك اللَّه، أتُحبُّ أنّكَ الآن فى أهلك وأنّ محمّدًا عندنا مكانَك نضرب عنقه؟ قال: لا واللَّه ما أحبّ أنّ مُحمّدًا يُشاك فى مكانه بشوكة تؤذيه وأنّى جالسٌ فى أهلى: قال: يقول أبو سفيان واللَّه ما رأيتُ من قوم قطّ أشدّ حُبًّا لصاحبهم من أصحاب محمّدٍ له (¬١).
* * *
غزوة رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بنى النَّضِير (¬٢)
ثمّ غزوة رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بنى النَّضير فى شهر ربيع الأوّل سنة أربع على رأس سبعة وثلاثين شهرًا من مُهاجَره، وكانت منازل بنى النَّضير بناحية الغَرْس وما وَالَاها مقبرة بنى خَطمة اليومَ فكانوا حُلفاء لبنى عامر.
قالوا: خَرج رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يوم السبت فصلَّى فى مسجد قُباء ومعه نَفَر من أصحابه من المهاجرين والأنصار ثمّ أتَى بنى النَّضِير فكلَّمهم أن يُعينوه فى دِيَة الكلابيّين اللّذين قتلهما عَمرو بن أُميّة الضَّمرى فقالوا: نَفعل يا أبا القاسم ما أحببت. وخلا بعضهم ببعض وهَمُّوا بالغدْر به. وقال عَمرو بن جِحاش بن كعب بن بَسيل النّضَرى: أنا أظهر على البيت فأطرحُ عليه صخرةً، فقال سلّام بن مِشْكَم: لا تفعلوا واللَّه ليُخْبَرَنّ بما هَممتم به وإنّه لَنقضُ العهدِ الذى بيننا وبينه. وجاء رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، الخبرُ بما هَمُّوا فنهض سريعًا كأنّه يريد حاجَةً، فتوجّه إلى المدينة ولَحِقَه أصحابه فقالوا: أَقُمتَ ولم نَشعُر؟ قال: همّت يهودُ بالغدر فأخبرنى اللَّه بذلك فقمتُ (¬٣).
---------------
(¬١) النويرى ج ١٧ ص ١٣٤.
(¬٢) مغازى الواقدى ص ٣٦٣، والنويرى ج ١٧ ص ١٣٧.
(¬٣) النويرى ج ١٧ ص ١٣٨.