كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 2)

خالصةً له حُبسًا (¬١) لنوائبه ولم يخمّسها ولم يُسهِم منها لأحد، وقد أعطى ناسًا من أصحابه ووسّع فى النّاس منها، فكان ممّن أعطى ممّن سُمّى لنا من المهاجرين أبو بكر الصّديق بئرَ حجر، وعمر بن الخطّاب بئر جرم، وعبد الرحمن بن عوف سوالة، وصُهيب بن سِنان الضَّرَّاطة، والزُّبير بن العوّام وأبو سَلَمة بن عبد الأسد البُويلة (¬٢)، وسهل بن حُنيف وأبو دُجانة مالًا يقال له مال ابن خَرَشَة (¬٣).
أخبرنا محمّد بن حرب المكّى وهاشم بن القاسم الكنانى قالا: أخبرنا اللَّيْث ابن سعد عن نافع عن عبد اللَّه بن عمر: أنّ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، حرّق نخل النضير، وهى البُوَيرة. فأنزل اللَّه تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا} [سورة الحشر: ٥].
أخبرنا هَوْذة بن خليفة، أخبرنا عوف عن الحسن: أنّ النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، لمّا أجْلَى بنى النَّضير قال: امضوا فإن هذا أوّل الحشر وأنا على الأثَر (¬٤).
* * *

غزوة رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بَدرَ الموعِدِ (¬٥)
ثمّ غزوة رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بَدْرَ الموْعد وهى غير بدر القتال وكانت لهلال ذى القعدة على رأس خمسة وأربعين شهرًا من مُهَاجَره.
قالوا: لمّا أراد أبو سُفيان بن حرب أن ينصرف يوم أُحُد نادى: الوعدُ بيننا وبينكم بَدرُ الصّفراء رأس الحول نلتقى بها فنقتتل. فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، لعمر
---------------
(¬١) حبسا: وقفا.
(¬٢) البويلة: مكان معروف بين المدينة وبين تيماء من جهة الغرب ويقال لها أيضا: "البويرة" (شرح المواهب اللدنية ج ٢ ص ٩٩).
وقال ياقوت فى (النضير): "لم أرَ أحدا من أهل السير ذكر أسماء بنى النضير فبحثت فوجدت منازلهم التى غزاهم النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- تسمى وادى بطحان والبويرة.
(¬٣) أورده النويرى ج ١٧ ص ١٣٩ نقلا عن ابن سعد.
(¬٤) أورده النويرى ج ١٧ ص ١٤٠ نقلا عن ابن سعد.
(¬٥) مغازى الواقدى ص ٣٨٤، والنويرى ج ١٧ ص ١٥٤.

الصفحة 55