كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 2)

الخيول وهى ثلاثون فرسًا، فى المهاجرين منها عشرة، وفى الأنصار عشرون وخرج معه بَشَرٌ كَثيرٌ من المنافقين لم يخرجوا فى غزاة قطّ مثلها، واستخلف على المدينة زيدَ بن حارثة (¬١).
وكان معه فَرَسان لِزاز والظّرِب. وخرَج يوم الاثنين لليلتين خَلَتا من شعبان. وبلغ الحارث بن أبى ضرَار ومَن معه مَسِير رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأنّه قد قَتَلَ عَينَه الذى كان وجّهه ليأتيه بخبر رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسئ بذلك الحارث ومَن معه وخافوا خوفًا شديدًا وتفرَّق عنهم مَن كان معهم من العرب، وانتهى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلى المُريسيع وهو الماء فنزل به وضرب قُبَّتَه (¬٢)، ومعه عائشة وأمّ سَلَمة، فتهيئوا للقتال وصفّ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أصحابه ودَفَع راية المهاجربن إلى أبى بكر الصّدّيق، وراية الأنصار إلى سعدَ بن عبادة، فرموا بالنبل ساعةً ثم أمر رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أصحابه فحَمَلُوا حَمْلَةَ رجلٍ واحدٍ، فما أفلَتَ منهم إنسانٌ وقُتل عشرة منهم وأُسر سائرهم وسبَى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، الرجالَ والنساء والذرّيّة والنَّعَم والشاءَ ولم يُقتَلْ منَ المسلمين إلّا رجلٌ واحدٌ، وكان ابن عمر يحدّث أن النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أغارَ عليهم وهم غارّون ونَعَمُهم تُسقَى على الماء فَقَتل مُقَاتلتَهم وسَبَى ذراريّهم، والأوّل أثبت، وأَمر بالأسارى فكُتفوا واستعمل عليهم بُريدة بن الحُصيب وأمر بالغنائم فجُمِعَت واستعمل عليها شُقرانَ مولاه، وجمع الذّريّة ناحيةً واستعمل على مقسم الخُمس وسُهمان المسلمين مَحميَةَ بن جزْء، واقتُسم السبىُ وفُرّق وصار فى أيدى الرجال، وقسم النعم والشاء فعُدلت الجَزُور بعشر من الغَنم وبيعت الرِّثّة (¬٣) من يزيد (¬٤)، وأُسهم للفَرَسِ سهمان ولصاحبه سهم وللراجل سهم، وكانت الإبل ألفىْ بعير والشاء خمسة آلاف شاة، وكان السبى مائتى أهل بيت وصارت جُويرية بنت الحارث بن أبى ضرار فى سهم ثابت بن قيس بن
---------------
(¬١) النويرى ج ١٧ ص ١٦٤.
(¬٢) فى الأصول "وهو الماء فاضطرب عليه قبته" وقد أتبعت ما ورد لدى النويرى وهو ينقل عن ابن سعد.
(¬٣) الرثة: ردئ المتاع وأسقاط البيت من الخلقان.
(¬٤) كذا فى ل، م. ولدى الواقدى "يُريد" ومثله لدى النويرى وكذا الصالحى ج ٤ ص ٤٨٩.

الصفحة 60