كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 2)

نحن الذين بايعوا محمّدَا ... على الجهاد ما بقينا أَبَدَا
والنبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يقول:
اللَّهم إنّ الخيرَ خيرُ الآخرةْ ... فاغفرْ للأنصار والمهاجرهْ
وأتى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بخبزِ شعيرٍ عليه إهالةٌ سَنِخة (¬١) فأكلوا منها وقال النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنما الخير خير الآخرة.
أخبرنا عبد اللَّه بن مَسلمَة بن قعنَب، أخبرنا عبد العزيز بن أبى حازم عن أبيه عن سَهل بن سعد قال: جاءنا رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ونحن نحفر الخندق وننقل الترابَ على أكتافنا فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا عيشَ إلَّا عيش الآخرهْ، فاغفرْ للأنصار والمهاجرهْ.
أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا شُعبة عن أبى إسحاق الهَمدانى عن البَراء بن عازب قال: كان رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يوم الأحزاب ينقل معنا التراب وقد وارى الترابُ بياضَ بطنه ويقول:
لاهُمّ (¬٢) لوْلا أنتْ مَا اهتَدَيْنا، ... وَلا تَصَدّقْنا ولا صَلَّينَا
فأنزِلَنْ سَكينَةً عَلَيْنَا ... وَثَبّتِ الأقدَامَ، إنْ لاقَيْنَا
إنّ الأولى لَقَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا، ... إذا أرادوا فتنَةً أبَيْنَا (¬٣)
أبَينَا يرفع بها صوته، -صلى اللَّه عليه وسلم-.
أخبرنا أبو الوليد الطّيالسىّ، أخبرنا أبو عَوانة عن أبى بشر عن سعيد بن جُبير قال: كان يوم الخندق بالمدينة، قال: فجاء أبو سفيان بن حرب ومَن معه من قريش مَن تبعه من كنانة، وعُيينة بن حصن ومَن تبعه مِن غَطَفَان، وطُليحة ومَن
---------------
(¬١) لدى ابن الأثير (أهل) وفيه "أنه كان يُدْعى إلى خُبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب" كل شئ من الأدهان مما يؤتدم به إهالة. وقيل هو ما أذيب من الألية والشحم. والسنخة: المتغيرة الريح.
(¬٢) م "اللهم" والمثبت من ل ومثله لدى النويرى ج ١٧ ص ١٦٩ نقلا عن ابن سعد، وكذلك الديار بكرى ج ١ ص ٥٤١.
(¬٣) الخير مع الأبيات لدى النويرى ج ١٧ ص ١٦٩ نقلا عن ابن سعد.

الصفحة 67