-صلى اللَّه عليه وسلم-، عام الأحزاب صلّى المغرب فلمّا فرغ قال: هل عَلِمَ أحدٌ منكم أنّى صلّيتُ العصر؟ قالوا: يا رسول اللَّه، صلّى اللَّه عليك، ما صلّيناها، فأمرَ المؤذّن فأقام الصلاة فصلَّى العصر ثمّ أعاد المغرب.
أخبرنا الحسن بن موسى، أخبرنا زُهير، أخبرنا أبو إسحاق عن المهلّب بن أبى صُفرة قال: قال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم- حين حفر الخندق وخاف أن يُبَيّتَه أبو سفيان فقال: إنْ بُيّتّم فإنّ دعواكم حم لا يُنْصَرون.
حدّثنا الفضل بن دُكين، أخبرنا شريك عن أبى إسحاق عن المهلّب بن أبى صُفرة قال: حدّثنى رجلٌ من أصحاب رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: قال النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ليلة الخندق: وإنّى لا أرى القوم إلّا مُبَيّتيكم الليلة. كان شعاركم حم لا يُنْصَرون.
أخبرنا عارم بن الفضل، أخبرنا حمّاد بن زيد عن يحيَى بن سعيد قال: قال سعيد بن المسيّب: حاصَر النبىَّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، المشركون فى الخندق أربعًا وعشرين ليلة.
أخبرنا محمّد بن حُميد العَبدى عن معمَر عن الزُّهرىّ عن أبى المسيّب قال: لمّا كان يوم الأحزاب حُصر النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأصحابه بضع عشرة ليلةً حتى خلص إلى كل أمرئ منهم الكَرْب وحتى قال النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-: اللَّهُمَّ إنّى أنشُدُك عهدَك ووعدَك، اللَّهُمَّ إنّك إن تشأ لا تُعبَد: فبينا هم على ذلك أرسل النبىُّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلى عُيينة بن حِصن بن بدر: أرأيتَ إن جعلتُ لكم ثُلُثَ ثَمَرِ الأنصار أتَرجعُ بمن معك من غَطَفان وتخذّل بين الأحزاب؟ فأرسَلَ إليه عُيينة: إن جعلتَ لى الشّطرَ فعلت. فأرسَلَ النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلى سعد بن عُبادة وسعد بن مُعاذ فأخبرهما بذلك فقالا: إن كنتَ أُمرْتَ بشئ فامضِ لأمرِ اللَّه. قال: لو كنت أُمرْتُ بشئ ما أستأمرُ بكما ولكنّ هذا رأىٌ أعرِضُه عليكما: قالا: فإنّا ترى أن لا نعطيهم إلّا السيف.
قال محمّد بن حُميد، قال مَعمر عن ابن أبى نَجيح: فبينا هم على ذلك إذ جاء نُعيم بن مسعود الأشجَعى، وكان يأمنه الفريقان جميعًا، فخذّل بين النّاس فانطلقَ الأحزاب منهزمين من غير قتال فذلك قوله: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} [سورة الأحزاب: ٢٥].