مات. وبعثَ صاحب دُومة الجَنْدَل إلى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ببغلة وجُبّة من سُنْدُس فجعل أصحاب رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، يعجبون من حُسن الجبّة، فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: لَمناديل سعد بن مُعاذ فى الجنّة أحسنُ، يعنى من هذا.
* * *
سريّة محمّد بن مسلمة إلى القُرَطاء (¬١)
ثمّ سريّة محمّد بن مسلمة إلى القُرَطاء، خرج لِعَشرِ ليالٍ خلون من المحرّم على رأس تسعة وخمسين شهرًا من مُهَاجَر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، بعثه فى ثلاثين راكبًا إلى القُرَطاء، وهم بطن من بنى بكر من كِلاب وكانوا ينزلون البَكَرات بناحية ضَرِيّة، وبين ضَريّة والمدينة سبع ليال، وأمره أن يَشُنّ عليهم الغارة، فسارَ الليل وكمنَ النهار وأغارَ عليهم فقتل نَفَرًا منهم وهرب سائرهم واستَاقَ نَعمًا وشَاءً ولم يعرض للظُّعُن (¬٢)، وانحدر إلى المدينة، فخمس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ما جاء بهِ وفضّ على أصحابه ما بَقِى فعدّلوا الجزور بعشر من الغنم، وكانت النعم مائة وخمسين بعيرًا والغنم ثلاثة آلاف شاة، وغاب تسع عشرة ليلة وقدم لليلة بقيت من المحرّم.
* * *
غزوة (¬٣) رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بنى لحيان (¬٤)
ثمّ غزوة رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بنى لِحْيان، وكانوا بناحية عُسفان (¬٥)، فى شهر ربيع الأوّل سنة ستٍّ من مُهاجَره. قالوا: وَجَدَ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، على عاصم بن ثابت وأصحابه وَجْدًا شَديدًا، فأظهرَ أنّه يريد الشأم وعسكر لِغِرّةٍ (¬٦) هِلالَ شهر
---------------
(¬١) مغازى الواقدى ص ٥٣٤، والنويرى ج ١٧ ص ٢٠٠.
(¬٢) الظُّعُن: النساء.
(¬٣) من هنا تبدأ المخطوطة ت (ششربتى رقم ٣٧٩٤).
(¬٤) الواقدى ج ٢، ص ٥٣٥، وابن هشام ج ٣ ص ٢٧٢، والطبرى ج ٢ ص ٥٩٥، والنويرى ج ١٧ ص ٢٠٠.
(¬٥) عسفان: على مرحلتين من مكة على طريق المدينة.
(¬٦) كذا فى ل وابن هشام، وفى م، ت "لغُرَّةِ هلالِ" والغِرّة: غفلة على يقظة. والغُرَّة من كل شئ: أوله.