كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 2)

وضمرة من بنى كنانة. ثمّ انصرف رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلى المدينة، وكانت غيبته خمسَ عشرة ليلة.
أخبرنا إسماعيل بن عبد اللَّه بن أبى أويس، أخبرنا كثير بن عبد اللَّه المُزَنى عن أبيه عن جَدّه قال: غَزونا مع رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أوَّلَ غزوة غزاها الأبواء.
* * *

غزوة بُواطَ (¬١)
ثمّ غزوة رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بُواطَ فى شهر ربيع الأوَّل على رأس ثلاثة عشر شهرًا من مهاجَره، وحمل لواءه سعد بن أبى وقّاص. وكان لواء أبيض، واستخلف على المدينة سعد بن مُعاذ، وخرج فى مائتين من أصحابه يعترض لعير قريش فيها أُميّة بن خلف الجُمَحى ومائة رجل من قريش وألفان وخمسمائة بَعير، فبلغ بُواطَ، وهى جبال من جبال جُهينة من ناحية رَضْوى، وهى قريب من ذى خُشُب مِمَّا يلى طريق الشام، وبين بُواط والمدينة نحو من أربعة بُرُد، فلم يلقَ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، كيدًا فرجع إلى المدينة.
* * *

غزوة طَلَبِ كُرْز بن جَابر الفِهْرى (¬٢)
ثمّ غزوة رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، لطلب كُرز بن جابر الفِهرى فى شهر ربيع الأوّل على رأس ثلاثة عشر شهرًا من مُهاجَره، وحمل لواءه علىّ بن أبى طالب، وكان لواء أبيض، واستخلف على المدينة زَيد بن حارثة، وكان كُرز بن جابر. قد أغار على سَرْح المدينة فاستاقه، وكان يرعى بالجَمّاء والسّرْح ما رعوا من نَعَمِهم، والجمّاء جبل ناحيةَ العَقيق إلى الجُرُف، بينه وبين المدينة ثلاثة أميال، فطلبه رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، حتى بلغ واديًا يقال له سفوان من ناحية بدر، وفاته كُرز بن جابر فلم يلحقه، فرجع رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، إلى المدينة.
---------------
(¬١) تاريخ الطبرى ج ٢ ص ٤٠٧، ومغازى الواقدى ص ١٢.
(¬٢) تاريخ الطبرى ج ٢ ص ٤٠٧، ومغازى الواقدى ص ١٢.

الصفحة 8