كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 2)

شَرَفًا أو شَرَفَين يعنى استبقيت نَفَسى ثمّ إنّى عدوت حتى ألحقه فأصُكّ بين كتفيه بيدى. قلت: سبقتك واللَّه إلى فوزه أو كلمة نَحوَها، قال: فضحك وقال: أنا (¬١) أظنّ حتى قدمنا المدينة (*).
* * *

سريّة عُكّاشة بن مِحْصَن الأسَدى إلى الغَمْر (¬٢)
ثمّ سريّة عُكّاشة بن مِحصَن الأسَدى إلى الغَمر غمر مرزوق، وهو ماء لبنى أسد على ليلتين من فَيد طريقَ الأوّل إلى المدينة، وكانت فى شهر ربيع الأوّل سنة ستٍّ من مُهَاجَر رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، قالوا وجّه رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، عُكّاشة بن مِحصَن إلى الغَمر فى أربعين رجلًا فخرج سريعًا يُغذّ السّيرَ ونَذِرَ (¬٣) به القوم فهربوا فنزلوا علياءَ بلادهم ووجدوا دارهم خُلُوفًا (¬٤)، فبعث شُجاع بن وَهْب طَليعةً فرأى أثر النَّعم فتحمّلوا فأصابوا رَبيئةً (¬٥) لهم، فأمّنوه فدلّهم على نَعَمٍ لبنى عمٍّ له، فأغاروا عليها فاستاقوا مائتى بعير فأرسلوا الوجل وحدروا (¬٦) النّعمَ إلى المدينة وقدموا على رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولم يلقوا كيدًا (¬٧).
* * *

سرية محمّد بن مَسْلَمَة إلى ذى القَصّة (¬٨)
ثمّ سريّة محمّد بن مَسلمة إلى ذى القَصّة فى شهر ربيع الآخر سنة ستّ من مُهَاجَر رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-. قالوا: بعثَ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، محمّد بن مَسلمة إلى بنى ثَعلبة وبنى عُوال من ثعلبة وهم بذى القَصّة، وبينها وبين المدينة أربعة وعشرون ميلًا طريقَ الرّبَذَة فى عشرة نفر، فوردوا عليهم ليلًا فأحدق به القوم، وهم مائة
---------------
(¬١) اللفظة فى الأصل محرفة. وأثبتنا رواية مسلم برقم ١٨٠٧.
(¬٢) مغازى الواقدى ص ٥٥٠، والنويرى ج ١٧ ص ٢٠٣.
(¬٣) نذر: علم.
(¬٤) أى أصحاب ديارهم غائبين.
(¬٥) ربيئة: طليعة.
(¬٦) حدروا: ساقوا.
(¬٧) أورده النويرى بنصه ج ١٧ ص ٢٠٣.
(¬٨) مغازى الواقدى ص ٥٥١، والنويرى ج ١٧ ص ٢٠٤.

الصفحة 81