سريّة زَيد بن حارثة إلى بنى سُلَيْم بالجَمُوم (¬١)
ثمّ سريّة زَيد بن حارثة إلى بنى سُليم بالجَمُوم فى شهر ربيع الآخر سنة ستّ من مُهَاجَر رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-. قالوا: بعث رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، زَيد بن حارتة إلى بنى سُليم فسار حتى وَرَدَ الجَمُوم ناحيةَ بطن نَخل عن يَسارها، وبطن نَخل من المدينة على أربعة بُرُد، فأصابوا عليه امرأةً من مُزَينة يقال لها حليمة، فدلّتهم عن مَحَلّة من محالّ بنى سُليم فأصابوا فى تلك المحلّة نَعمًا وشاءً وأسرى، فكان فيهم زوجُ حَلِيمة المُزَنيّة، فلمّا قَفَلَ زيد بن حارثة بما أصاب وَهَبَ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، للمُزَنيّةِ نَفسَها وزوجَها فقال بلال بن الحارث فى ذلك شعرًا:
لَعَمرُكَ! ما أخنى المَسُول ولا وَنَتْ ... حَليمَةُ حتى راحَ رَكبُهُما معَا (¬٢)
* * *
سريّة زَيد بن حارثة إلى العِيص (¬٣)
ثمّ سريّة زيد بن حارثة إلى العيص، وبينها وبين المدينة أربع ليال، وبينها وبين ذى المَرْوة ليلة، فى جمادى الأولى سنة ستّ من مُهاجَر رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-. قالوا: بَلغ رسولَ اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنّ عيرًا لقريش قد أقبلت من الشأم فبعثَ زيدَ بن حارثة فى سبعين ومائة راكب يتعرّض لها، فأخذوها وما فيها وأخذوا يومئذ فضّة كثيرة لصَفوان بن أميّة وأسَروا ناسًا ممّن كان فى العير، منهم أبو العاص بن الربيع، وقدم بهم المدينة فاستجارَ أبو العاص بزينب بنت رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأجارَته ونادت فى النّاس حين صلّى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، الفجر: إنّى قد أجرتُ أبا العاص! فقال رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-: وما علمتُ بشئ من هذا وقد أجرنا من أجَرْتِ، وردّ عليه ما أخذ منه (¬٤).
---------------
(¬١) مغازى الواقدى ص ٥٥٣، والنويرى ج ١٧ ص ٢٠٥.
(¬٢) أورده النويرى بنصه ج ١٧ ص ٢٠٥.
(¬٣) مغازى الواقدى ص ٥٥٣.
(¬٤) أورده النويرى بنصه ج ١٧ ص ٢٠٦.