كنّا ألفًا وخمسمائة، وذكر عطشًا أصابهم قالا: فأتى رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بماء فى تَوْر فوضع يَدَه فيه فجعلَ الماءُ يخرج من بين أصابعه كأنها العيون. قال: فشربنا ووسعَنا وكفانا. قال: قلتُ كم كنتم؟ قال: لو كنّا مائة ألف لَكَفَانا! كنّا ألفًا وخمسمائة!
وأخبرنا موسى بن مسعود أبو حُذيفة النّهدى، أخبرنا عكرمة بن عَمّار عن إياس بن سَلمة عن أبيه قال: قدمنا الحُديبية مع رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاةً ما تُرويها، قال: فقعد رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، على جَبَاها فإمّا دعا وإمّا بَزَق، قال: فجاشت، قال: فسقَينا واستَقَينا.
أخبرنا عُبيد اللَّه بن موسى، أخبرنا إسرائيل عن طارق قال: انطلقتُ حاجًّا فمررت بقوم يصلّون فقلت: ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة حيث بايع النبىّ، -صلى اللَّه عليه وسلم-، بيعة الرّضوان: فأتيتُ سعيد بن المسيّب فأخبرته فقال: حدّثنى أبى أنّه كان فيمن بايعَ رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، تحت الشجرة، قال: فلمّا خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها. قال سعيد: إنْ كان أصحاب محمّد لم يعلموها وعلمتموها أنتم فأنتم أعلمُ.
أخبرنا قَبيصة بن عُقبة ومحمّد بن عبد اللَّه الأسدى قالا: أخبرنا سفيان عن طارق بن عبد الرحمن قال: كنتُ عند سعيد بن المسيّب فتذاكروا الشجرة فضحك ثمّ قال: حدّثنى أبى أنّه كان ذلك العام معهم وأنّه قد شهدها فنسوها من العام المقبل.
أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء العجلىّ عن زياد بن الجصّاص عن الحسن عن عبد اللَّه بن مغفّل قال عبد الوهّاب: وأخبرنى سعيد عن قتادة عن عبد اللَّه بن مغَفّل قال: كان رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، تحت الشجرة يبايع النّاسَ وأبى رافعٌ أغصانها عن رأسه.
أخبرنا يونس بن محمّد المؤدّب وأحمد بن إسحاق الحَضرمى قالا: أخبرنا يزيد بن بزيع عن خالد الحذّاء عن الحَكَم بن عبد اللَّه الأعرج عن مَعقل بن يَسار قال: كنتُ مع رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، عام الحُديبية وكان يُبايع النّاس وأنا أرفعُ بيدى غُصنًا من أغصان الشجرة عن رأس رسول اللَّه، -صلى اللَّه عليه وسلم-، فبايعهم على أن لا يفرّوا