كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

ذلك اليوم من الشهداء، وكبّر عليه أربعًا، ثم جُمع إليه الشهداء فكلّما أُتِىَ بشهِيد وضع إلى جنب حمزة فصلّى عليه وعلى الشهيد، حتى صلّى عليه سبعين مرّة. وسمع رسول الله، - صلَّى الله عليه وسلَّم -، البكاء في بنى عبد الأشهل على قَتلاهم، فقال رسول الله، - صلَّى الله عليه وسلَّم -: لكنَ حمزة لا بواكىَ له فسمع ذلك سعد بن معاذ فرجع إلى نساء بنى عبد الأشهل فساقهنّ إلى باب رسول الله، - صلَّى الله عليه وسلَّم -، فبكين على حمزة، فسمع ذلك رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فدعا لهنّ وردّهنّ، فلم تبك امرأةٌ من الأنصار بعد ذلك إلى اليوم على ميت إلا بَدَأتْ بالبكاء على حمزة ثمّ بكت على ميتها.
قال: أخبرنا شهاب بن عبّاد العبديّ، قال أخبرنا عبد الجبّار بن الوَرْد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله، قال: لما أراد معاويةُ أن يُجْرىَ عيْنَه التي بأُحُد كتبوا إليه: إنّا لا نستطيع أن نُجْريها إلا على قبور الشهداء، قال فكَتب: انْبُشوهم. قاق فرأيْتُهُم يُحمَلون على أعناق الرّجال كأنّهم قوم نيام , وأصابت المسحاةُ طرف رِجْل حمزة بن عبد المطّلب فانبعثت دمًا.
قال: أخبرنا سفيان بن عُيينة وإسماعيل بن إبراهيم الأسديّ عن عليّ بن زيد بن جُدعان، عن سعيد بن المسيّب قال: قال عليّ لرسول الله، - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ألا تتزوّج ابنة عمّك ابنة حمزة فإنّها، قال سفيان، أجمل، وقال إسماعيل أحسن فتاة في قريش، فقال: يا عليّ أما علمتَ أنّ حمزة أخى من الرّضاعة وأنّ الله حرّم من الرّضاع ما حرّم من النّسب؟ قال: أخبرنا عبد الله بن نمير ومحمّد بن عُبيد، قالا أخبرنا الأعمش عن سعد بن عُبيدة عن أبي عبد الرّحمن السُّلَميّ عن عليّ قال: قلت يا رسول ألله ما لي أراك تتوق في نساء قريش وتَدَعُنا؟ قال: عندك شئٌ؟ قال قلت: نعم ابنة حمزة , قال: تلك ابنة أخى من الرّضاعة.
قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ، قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عر قتادة , عن جابر بن زيد (¬١)، عن ابن عبّاس قال: أريد رسولُ الله، - صلَّى الله عليه وسلَّم -، على ابنة حمزة فقال: إنها ابنة أخى من الرضاعة وإنّه يَحْرُمُ من الرّضاع ما يحرم من النّسَب.
---------------
(¬١) زيد: تحرفت في طبعة إحسان وعطا والتحرير إلى "يزيد".

الصفحة 10