كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

شَلّت يمينُك إنْ قتَلتَ لَمُسلمًا ... حَلّتْ عَليْكَ عُقوبةُ التُعَمِّد
ثكلتك أُمّك هلْ ظفِرْتَ بمثْلِه ... فيمن مضى فيما تروحُ وتَغتدى؟
كمْ غمْرَةً قد خاضها لم يَثْنِه ... عنها طرادُك يابنَ فَقْع القرْدد
وقال جرير بن الخَطَفى (¬١):
إنّ الرّزيّةَ مَنْ تضَمّنَ قبرَهُ ... وادىَ السّباع لكلّ جَنْب مَصْرَعُ
لمّا أتى خبَرُ الزّبيرِ تواضَعَتْ ... سُورُ المدينةِ والجبَالُ الخُشّعُ
وبكى الزّبيرَ بنَاتُه في مَأتَمٍ ... ماذا يرُدّ بكاءَ مَنْ لا يَسْمَعُ!
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عُبيد الله بن عروة بن الزّبير عن أخيه عبد الله بن عروة عن عروة قال: قُتل أبى يوم الجمل وقد زاد على الستّين أربع سنين.
قال: أحبرنا محمّد بن عمر قال: سمعتُ مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير يقول: شهد الزّبير بن العوّام بدرًا وهو ابن تسع وعشرين سنة، وقتل وهو ابن أربع وستّين سنة.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثني جرير بن حازم قال: سمعتُ الحسن ذكر الزّبير فقال: يا عجبًا للزّبير، أخذ بِحَقْوَىْ أعرابيّ من بنى مجاشع، أجرْنى أجرْنى، حتَّى قُتل، والله ما كان له بقِرْنٍ، أما والله لقد كنت في ذمّة منيعة!
قال: أخبرنا قبيصة بن عُقبة قال: أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: جاء ابنُ جُرْموز يستأذن على عليّ فاستجفاه فقال: أما أصحاب البلاء، فقال عليّ: بفيك التراب، إنى لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزّبير من الذين قال الله في حقّهم: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (٤٧)} [سورة الحجر: ٤٧].
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه
---------------
(¬١) الأبيات في ديوان جرير من قصيدة طويلة يهجو فيها الفرزدق، ومطلعها:
بان الخليط برامتين فودعوا ... أو كلما رفعوا لبين تجزع
انظر الديوان ص ٣٤٠ - ٣٥١.

الصفحة 105