كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

إنك لَعَلى ما أنتَ عليه من الصّبْأة بَعْدُ! قال: أنا على دين رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وهو الإسلام الذي رضى الله لنفسه ولرسوله، قالت: ما شَكَرْتَ ما رَثَيْتُكَ مرة بأرض الحبشة ومرّة بيثرب، فقال: أَفِرُّ (¬١) بدينى إنْ تَفْتُنُونى، فأرادت حبسه فقال: لئن أنتِ حَبَشتنى لأحْرِصَنّ على قتل من يتعرّض لي، قالت: فاذهَبْ لشأنك. وجعلت تبكى، فقال مصعب: يا أُمَّهْ، إنى لك ناصحٌ عليك شفيقٌ فاشْهدى أنّه لا إله إلا الله وأنّ محمدا عبدُه ورسولُه، قالت: والثواقبِ لا أدخُلُ في دينك فَيُزْرَى برأيي ويُضَعَّفَ عقلى ولكنّى أدَعُك وما أنتَ عليه وأُقيم على دينى. قال وأقام مصعب بن عُمير مع النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، بمكّة بقيّة ذى الحجّة والمُحرّم وصَفَرَ وقدم قبل رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، إلى المدينة مُهاجرًا لهلال شهر ربيع الأول قبل مَقْدَم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، باثنتى عشرة ليلة.
قال: أخبرنا رَوْح بن عبادة قال: أخبرنا ابن جريج عن عطاء قال: وأخبرنا محمد بن عبد الله الأسدى وقَبيصة بن عُقبة قالا: أخبرنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء قال: أوّل من جَمّعَ بالمدينة رجلٌ من بنى عبد الدار، قال قلت بأمر النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم فَمَهْ؟ قال سفيان يقول هو مصعب بن عمير.
أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني موسى بن محمّد بن إبراهيم عن أبيه قال: آخى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بين مصعب بن عُمير وسعد بن أبي وقّاص، وآخى بين مصعب بن عُمير وأبى أيّوب الأنصاريّ، ويقال ذكوان بن عبد قيس.
* * *

ذكر حَمْلِ مُصْعَبٍ لِواءَ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا محمّد بن قُدامَة عن عمر بن حسين قال: كان لواء رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، الأعظم لواء المهاجرين يوم بدر مع مصعب بن عُمير.
---------------
(¬١) في متن ل "أُقِرُّ" وفى هامشها: الشيخ محمد عبده "أَفِرُّ" وقد آثرت قراءة الشيخ اعتمادًا على رواية ت، ث من ضبط الكلمة فيهما ضبط قلم بفتح الهمزة وكسر الفاء وفى طبعتى إحسان وعطا "أقِرّ".

الصفحة 111