كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن شُرَحْبِيل العَبْدريّ عن أبيه قال: حَمَلَ مُصعب بن عُمير اللواء يوم أُحُدٍ، فلمّا جال المسلمون ثَبَتَ به مصعبٌ فأقبل ابن قَميئة، وهو فارس، فضرب يده اليمنى فقطعها ومصعب يقول: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [سورة آل عمران: ١٤٤]، الآية، وأخذ اللواءَ بيده اليسرى، وحَنا (¬١) عليه، فَضَرَبَ يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمّه بعَضُدَيْه إلى صدره وهو يقول: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [سورة آل عمران: ١٤٤]، الآية. ثمّ حمل عليه الثالثة بالرّمح فأنفذه وانْدَقّ الرّمْح ووقع مصعب وسقط اللّواء، وابتدره رجلان من بنى عبد الدار: سُويبط بن سعد بن حَرْمَلَة وأبو الروم بن عُمير، فأخذه أبو الرّوم بن عُمير فلم يزل في يده حتَّى دخل به المدينة حين انصرف المسلمون.
قال محمد بن عمر: قال إبراهيم بن محمّد عن أبيه قال: ما نزلت هذه الآية: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [سورة آل عمران: ١٤٤]، يومئذٍ حتَّى نزلت بعد ذلك.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني الزّبير بن سعد النّوْفلى عن عبد الله بن الفضل بن العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب قال: أعطى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يوم أُحُدٍ مُصعب بن عُمير اللواء فقُتل مُصعب فأخذه مَلَكٌ في صورة مُصعب فجعل رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يقول له في آخر النّهار: تَقَدّمْ يا مُصْعَبُ، فالتفت إليه الملَكُ فقال: لستُ بمصعب، فعرف رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أنّه ملك أُيّد به.
قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى قال: أخبرنا عمرو بن صُهبان عن معاذ بن عبد الله عن وهب بن قَطَن عن عُبيد بن عُمير أنّ النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، وقف على
---------------
(¬١) كذا في (ل) وفى هامشها: قراءة الشيخ محمد عبده "وَجَنَأَ"، "فَجَنَأَ" وقد آثرت قراءة المستشرق ساخاو لورودها في ت، ث مضبوطة هكذا ضبط قلم وتحت حاء الكلمة علامة الإهمال للتأكيد. ولدى ابن الأثير في النهاية (حنا) ومنه حديث معاذ "وإذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذيه ولْيَحْنَا" هكذا جاء في الحديث، فإن كانت بالحاء فهى من حَنَى ظَهْرَه إذا عَطفه، وإن كانت بالجيم، فهى من جَنأ الرجل على الشئ إذا أكَبّ عليه، وهما متقاربان. والذى قرأناه في كتاب مسْلم بالجيم. وفى كتاب الحُمَيْدى بالحاء.

الصفحة 112