كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

فإنها صَدَقَةٌ حتَّى اللّقْمَة ترفعها إلى في امرأتك، وعسى الله أن يرفعك فينتفع بك قومٌ ويُضَرّ بك آخرون، قال ولم يكن له يومئذٍ إلا ابنةٌ.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا وهيب قال: أخبرنا أيّوب عن عمرو بن سعيد عن حُميد بن عبد الرّحمن عن ثلاثة من ولد سعد عن سعد أنّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، دخل عليه يعوده وهو مريض وهو بمكّة فقال: يا رسول الله لقد خشيتُ أن أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مات سعد بن خَوْلَةَ فادُعُ الله أن يشْفِيَنى، فقال: اللهُمّ اشْفِ سعدًا، اللهمّ اشْفِ سعدًا، اللهمّ اشفِ سعدًا! فقال: يا رسول الله إنّ لي مالًا كثيرًا وليس لي وارثٌ إلّا ابنةٌ أفَأُوصى بمالى كلّه؟ قال: لا، قال: أفأُوصى بثلتيه؟ قال: لا، قال: أفأُوصى بنصفه؟ قال: لا، قال: أفأُوصى بثلثه؟ قال: الثلثِ والثلثُ كثير، إنّ نفقتك من مالك لك صَدَقَةٌ، وإنّ نفقتك على عيالك لك صدقة، وإنّ نفقتك على أهلك لك صدقة، وإنّك أنْ تَدَعَ أهْلَك بعَيش، أو قال بخَيْر، خيرٌ مِنْ أنْ تَدَعَهُيْم يتكفّفون النّاس.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا همّام بن يحيَى قال: أخبرنا قتادة عن يونس بن جُبير عن محمّد بن سعد عن أبيه أنّ النّبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، دخل عليه وهو بمكّة وهو يريد أن يوصى، قال فقلت: إنّه ليس لي إلّا ابنةٌ واحدة أفأُوصى بمالى كله؟ قال: لا، قال: أفأُوصى بالنصف؟ قال: لا، قال: أفأُوصى بالثلث؟ قال: الثلثِ والثلثُ كثير.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا وُهيب قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خُثيمٍ عن عمرو بن القاريّ عن أبيه عن جدّه عمرو بن القاريّ أنّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قدم فخلّف سعدًا مريضًا حيث خرج إلى حُنين، فلمّا قدِم من الجِعرّانَة معتمرًا دخل عليه وهو وَجِعٌ مغلوبٌ، فقال: يا رسول الله إنّ لي مالًا وإنّى أُورَث كَلالةً أفأوصى بمالى أو أتصدّق به؟ قال: لا، دال: أفأُوصى بثلثيه؟ قال: ألا، قال: أفأُوصى بشطره؟ قال: لا، قال: أفأُوصى بثلثه؟ قال: نعم وذلك كثير أوكبير، قال: أىْ رسول الله، أميّت أنا بالدار التي خرجتُ منها مهاجرًا؟ قال: إنّى لأرجو أن يرفعك الله فيَنْكَأَ (¬١) بك أقوامًا وينتفع بك آخرون،
---------------
(¬١) كذا في متن ل، وهي قراءة سخاو، وبالهامش: قراءة الشيخ محمد عبده "فَيَنْكِىَ" وأثرت قراءة سخاو، اعتمادا على رواية ت، ث وقد ضبطت الكلمة في ث ضبط قلم كقراءته.

الصفحة 135