كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

يا عمرو بن القاريّ إنْ مات سعدٌ بعدى فهاهنا ادْفِنْه نحو طريق المدينة، وأشار بيده هكذا.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني سفيان بن عُيينة عن إسماعيل بن محمّد عن عبد الرّحمن الأعرج قال: خلّف رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، على سعد بن أبي وقّاص رجلًا فقال: إنْ مات سعد بمكّة فلا تَدْفِنْه بها.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني سفيان بن عُيينة عن محمّد بن قيس عن أبي بردة بن أبي موسى قال: قال سعد بن أبي وقّاص للنّبيّ، - صلى الله عليه وسلم -: أتَكْرَهُ أن يموتَ الرّجلُ في الأرض التي هاجر منها؟ قال: نعم.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا سفيان بن عُيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن سعد بن أبي وقّاص قال: مرضتُ فأتانى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يعودنى فوضع يده بين ثَدْيَيّ فوجدتُ بَرْدَها على فؤادى ثمّ قال: إنّك رجل مَفْئُود فأتِ الحارثَ بن كَلَدَةَ أخا ثقيف فإنّه رجل يتطبّب، فمُزه فَلْيَأخُذْ سبْعَ تَمَرَاتٍ منْ عَجْوَةِ المدينة فَلْيَجَأْهُنّ بنوَاهنّ ثمّ ليَلُدّكَ بهنّ.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم والحسن بن موسى الأشيب قالا: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن سِماك بن حَرْب عن مُصْعَب بن سعد قال: كان رأس أبى في حُجْرى وهو يقْضى، قال فَدَمَعَتْ عيناىَ فنظَر إليّ فقال: ما يبكيك أىْ بُنَيّ؟ فقلت: لمكانك وما أرى بك، قال: فلا تَبْكِ على فإنّ الله لا يعذّبنى أبدًا وإنّى من أهل الجنّة، إنّ الله يَدينُ المؤمنين بحَسَنَاتهم ما عملوا لله، قال: وأمّا الكُفّار فيُخَفِّفُ عنهم بحسناتهم فإذا نَفِدَتْ قال ليطلُبْ كلُّ عامل ثواب عَمَله ممّن عَمِلَ لَهُ.
* * *

ذكر موت سعد ودفنه
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا مالك بن أنس أنّه سمع غير واحد يقول: إنّ سعد بن أبي وقّاص مات بالعقيق فحُمل إلى المدينة ودُفن بها.
قال: أخبرنا مُطَرّف بن عبد الله قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم عن محمّد بن عبد الله ابن أخى ابن شهاب أنّه سأل ابن شهاب هل يُكْرَهُ أن يُحْمَلَ الميّتُ من أرض إلى أرض؟ قال: فقد حُمل سعد بن أبي وقّاص من العقيق إلى المدينة.

الصفحة 136