كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

النّاس الدّورَ فقال حَيّ من بنى زُهْرَة يقال لهم بنو عبد بن زهرة: نَكّبْ عنّا ابنَ أمّ عَبْدٍ، فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: فَلمَ؟ ابتْعَثَنى (¬١) الله إذًا؟ إنّ الله لا يقدّس قومًا لا يُعطى الضعيفُ منهم حقّه.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة مثلَه.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني محمّد بن عبد الله عن الزّهريّ عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة قال: إنّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، خَطّ الدّور فخطّ لبنى زهرة في ناحية مُؤخّر المسجد فجعل لعبد الله وعُتبة ابنى مسعود هذه الخطّة عند المسجد.
قالوا: وشهد عبد الله بن مسعود بدرًا وضرب عنق أبى جهل بعد أن أثبته ابنا عفراء، وشهد أُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -.
قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قَطَنٍ قال: أخبرنا السعودى عن عليّ بن السائب عن إبراهيم عن عبد الله في قوله تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [سورة آل عمران: ١٧٢]، قال كنّا ثمانية عشر رجلًا.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر عن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد القاريّ عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة قال: كان عبدُ الله بن مسعود صاحبَ سواد (¬٢) رِسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يعني سرّه، ووِسادِه، يعني فراشه، وسِواكه ونَعْلَيْه وطَهوره، وهذا يكون في السفر.
---------------
(¬١) ل "فلم؟ أَيَبعَثُنى الله إذًا؟ " تحريف، صوابه من ت، ث وقد ضبطت الكلمة فيهما ضبط قلم كما هو مثبت هنا. وانظر لذلك أيضا ما أورده صاحب الكنز برقم ٥٥٨٧ عن البخاري ومسلم.
(¬٢) في متن ل "سَواد" وبالهامش: الشيخ محمد عبده "سِواد" وقد آثرت قراءة الشيخ اعتمادا على رواية ث ضبطت الكلمة فيها بكسر السين ضبط قلم وفوقها كلمة (صح). ولدى ابن الأثير في النهاية (سود) وفى حديث ابن مسعود "قال له: إِذْنُكَ عليّ أن ترفع الحجابَ وتستمع سِوَادِى حتى أنهاك" السِّواد - بالكسر - السِّرار. يقال سَاوَدْت الرجل مُسَاوَدَة: إذا سَارَرْتَه.

الصفحة 141