كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

إلى بعير رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فيُثْقَلُ بعير أبى بكر حين يَرْكَبُه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال: فاستقبلتهما هَدِيّةٌ من الشأم من طلحة بن عُبيد الله إلى أبى بكر فيها ثياب بياض من ثياب الشأمِ فلبساها فدخلا المدينة في ثياب بياض (¬١).
قال: أحبرنا أبو أسامة قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه أنّ عبد الله بن أبي بكر كان الذي يختلف بالطعام إلى النّبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، وأبى بكر وهما في الغار.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني معمر عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة قالت: كان خروج أبى بكر للهجرة إلى المدينة مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ومعهما عامر بن فُهيرة ومعهما دليل يُقال له عبد الله بن أُرَيقِطْ الدّيليّ وهو يومئذ على الكفر ولكنهما أمِناه.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا همّام بن يحيىَي قال: أخبرنا ثابت عن أنس أنّ أبا بكر حدّثه قال: قلتُ للنّبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، ونحن في الغار لو أنّ أحدهم ينظر إلى قدميه لأبْصَرَنا تحت قدميه، قال فقال: يا أبا بكر ما ظنّك باثنَيِن الله ثالثهما؟
قال: أخبرنا شَبابة بن سَوّار قال: أخبرنا أبو العطوف الجَزَريّ عن الزّهريّ قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، لحسان بن ثابت: هل قلتَ في أبى بكر شيئًا؟ فقال: نعم، فقال: قل وأنا أسمع، فقال:
وثانىَ اثْنَينِ في الغارِ المُنيف وقَدْ ... طافَ العَدُوّ بهِ إذْ صَعِدَ الجَبَلا
وكان حِبُّ (¬٢) رسولِ اللهِ قد عَلموا ... من البرِيّةِ لم يَعْدِلْ بهِ رَجُلا
قال: فضحك رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، حتى بَدَتْ نَواجذُه ثمّ قال: صدقتَ يا حسّان هو كما قلت.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن عطيّة بن عبد الله بن أُنيس عن أبيه قال: لمّا هاجر أبو بكر من مكّة إلى المدينة نزل على حَبيب بن يَساف.
---------------
(¬١) ابن هشام ج ٢ ص ٤٨٦.
(¬٢) في من ل "حُبُّ" وبهامشها: الشيخ محمد عبده "حِبّ" وقد آثرت قراءة الشيخ اعتمادا على روايتى ت، ث حيث ضبطت الكلمة فيهما بكسر الحاء ضبط قلم. وعلى ما ورد في ديوان حسان.

الصفحة 159