كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

بين المهاجرين والأنصار، فلم تكن مؤاخاةٌ إلا قبل بدر، آخى بينهم على الحقّ والمؤاساة، فآخى رسول الله , - صلَّى الله عليه وسلَّم - , بينه وبين علي بن أبي طالب.
قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ عن أبيه أن النّبيّ، - صلَّى الله عليه وسلَّم -، حين آخى بين أصحابه وضع يده على منكب عليّ ثم قال: أنت أخى تَرِثُنى وأرِثُكَ: فلمّا نزلت آية الميراث قَطعت ذاك.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم عن أبيه، قال محمّد بن عمر: وأخبرنا عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون (¬١) وسعد بن إبراهيم، قال محمّد بن عمر: وأخبرنا محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قالوا: آخى رسول الله، - صلَّى الله عليه وسلَّم -، بين علي بن أبي طالب وسهل بن حُنيف.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم عن أبيه قال: كان عليّ بن أبي طالب يوم بدر معْلِمًا بصوفة بيضاء.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن علي بن أبي طالب كان صاحب لواء رسول الله، - صلَّى الله عليه وسلَّم -، يوم بدر وفى كلّ مَشْهَد.
* * *

ذكر قول رسول الله، - صلَّى الله عليه وسلَّم -، لعليّ بن أبي طالب: أما تَرْضى أَن تكونَ منّى بمنزلة هارون من موسى إلا أنَّه لا نبيّ بعدى؟
قال قال محمّد بن عمر: وكان عليّ ممّن ثَبَتَ مع رسول الله، - صلَّى الله عليه وسلَّم -، يوم أُحُدٍ حين انهزم النّاس، وبايعه على الموت، وبعثه رسول الله، - صلَّى الله عليه وسلَّم -، سريّة إلى بني سعد بفَدَك في مائة رجل، وكان معه إحدى رايات المهاجرين الثلاث يومَ فتْح مكّة، وبعثه سريّة إلى الفُلُس (¬٢) إلى طَيِّئ، وبعثه إلى اليمن ولم يتخلّف عن رسول الله، - صلَّى الله عليه وسلَّم -، في غزوة غزاها إلا غزوة تبوك خَلّفه في أهله.
---------------
(¬١) ابن أبي عون: تحرف في طبعة إحسان وعطا والتحرير إلى "ابن عون".
(¬٢) كذا في (ل) وبهامشها: الصحيح لدى الشيخ محمد عبده "الفَلْس". وورد لدى ياقوت "الفُلس" بضم أوله، ويجوز أن يكون جمع "فَلْس" فهو علم مرتجل لاسم صنم، هكذا =

الصفحة 21