كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

عشرةَ من شهر رمضان، ثمّ توجّه كلّ رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه، فقَدِمَ عبدُ الرّحمن بن ملجم الكوفة فلقى أصحابه من الخوارج فكاتَمَهُم ما يريد، وكان يزورهم ويزورونه، فزارَ يومًا نفرًا من تيم الرباب فرأى امرأة منهم يقال لها قَطامِ بنت شِجْنة بن عديّ بن عامر بن عوف بن تعلبة بن سعد بن ذهل بن تيم الرباب - وكان عَليّ قَتَلَ أباها وأخاها يومَ نهروان فأعجبته فخطها، فقالت: لا أتزوّجُك حتَّى تُسْنِى لي المهرَ (¬١)، فقال: لا تَسْألينَنى شَيْئًا إلّا أعطيتُكِ،
---------------
(¬١) صيغت هذه العبارة في المصادر الأخرى بصيغ مختلفة، فوردت لدى الطبرى ج ٥ ص ١٤٤ " .. ثم خطبها فقالت: لا أتزوجك حتى تشفى لي. قال: وما يشفيك؟ قالت: ثلاثة آلاف وعبد وقينة وقتل علي بن أبي طالب".
ووردت لدى الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٥٤ "كان عبد الرحمن بن ملجم المرادى عشق امرأة من الخوارج من تيم الرباب، يقال لها قطام، فنكحها وأصدقها ثلاثة آلاف درهم، وقَتْلَ على".
وفى الاستيعاب لابن عبد البر ج ٣ ص ١١٢٤ " أن ابن ملجم وقعت عينه على قطام وكانت امرأة رائعة جميلة، فأعجبته ووقعت بنفسه فخطبها. فقالت آليت ألا أتزوج إلا على مهر لا أريد سواه.
فقال: وما هو؟ فقالت: ثلاثة آلاف، وقتل علي بن أبي طالب".
ولدى ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ١١٩"أن قطام قالت لابن ملجم حين خطبها: لا أتزوجك حتى تشتفى لي: فقال: لا تسألينى شيئا إلا أعطيتك. فقالت: ثلاثة آلاف، وقتل علي بن أبى طالب".
وفى تاريخ دمشق لابن عساكر مختصر ابن منظور ج ١٨ ص ٩١ وهو ينقل عن ابن سعد " .. فقالت لا أتزوجك حتى تشتفى لي. فقال: لا تسألينى شيئا إلا أعطيتك. فقالت: ثلاثة آلاف وقتل علي بن أبي طالب".
وورد في متن ل "حتى تُسَمّى لي. فقال .. " وبالحواشى: "في الأصول الخطية: تسنى. وأسد الغابة ج ٤ ص ٣٦ س ٢٦ "تسنى". ويؤكد التصحيح الذي جئت به الكامل ص ٥٤٩ س ١٠.
وتسمية المهر أو الصداق من مصطلحات كتاب الأزواج بالشريعة الإسلامية - راجع في ذلك مثلا: فتح القريب تحقيق فان دن برج van den Berg ليدن ١٨٩٤، ص ٤٦٦ - ٤٦٨".
قلت: والذى لدى المبرد في الكامل (طبعة مؤسسة الرسالة) ج ٣ ص ١١١٦ " فأتى ابن ملجم الكوفة .. وتزوج امرأة يقال لها قطام .. ويروى أنها قالت: لا أقنع منك إلا بصداق أسمّيه لك، وهو ثلاثة آلاف درهم، وعدب وأمة، وأن تقتل عليّا! ".
هذا والمثبت هنا رواية ث. وفى ت "حتى تسنى لي، فقال .... " وقد ضبطت " تسنى" في المخطوطتين - ضبط قلم - بضم التاء وسكون السين المهملة وكسر النون.
وورد لدى صاحب القاموس (س ن ى) أسناه: رفعه. وكذلك ورد في معاجم اللغة: آسْنَى له الجائزةَ رفعها، وجوارَه أحسنه؟

الصفحة 34