كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

قال: وواقم أُطُم حضير الكتائب، وكان في بنى عبد الأشهل، وكان أُسيد ابن الحُضير بعد أبيه شريفًا في قومه في الجاهليّة وفى الإسلام يُعَدّ من عُقلائهم وذوى رأيهم، وكان يكتب بالعربيّة في الجاهليّة وكانت الكتابة في العرب قليلًا، وكان يُحسن العوم والرمى، وكان يُسَمّى من كانت هذه الخصال فيه في الجاهليّة الكامل وكانت قد اجتمعت في أسيد، وكان أبوه حُضير الكتائب يُعْرَف بذلك أيضا ويُسَمّى به.
أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبى حبيبة عن واقد ابن عمرو بن سعد بن معاذ قال: كان إسلام أسيد بن الحُضير وسعد بن معاذ على يَدَى مُصعب بن عُمير العَبدَرىّ في يوم واحد، تَقَدَّمَ (¬١) أسيدٌ سعدًا في الإسلام بساعة، وكان مصعب بن عمير قد قدم المدينة قبل السبعين أصحاب العَقَبة الآخرة يدعو الناس إلى الإسلام ويعلّمهم القرآن ويفقّههم في الدين بأمر رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-. وشهد أسيد العقبَة الآخرة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعًا، وكان أحد النقباء الاثنى عشر، فآخى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، بين أُسيد بن الحُضير وزيد بن حارثة. ولم يشهد أُسيد بدرًا، وتخلّف هو وغيره من أكابر أصحاب رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، من النقباء وغيرهم عن بدر، ولم يظنّوا أنّ رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، يلقى بها كيدًا ولا قتالًا وإنّما خرج رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، ومن معه يتعرّضون لعير قريش حين رجعت من الشأم، فبلغ أهلَ العير ذلك فبعئوا إلى مكّة من يخبر قريشًا بخروج رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، إليهم وساحَلوا (¬٢) بالعير فأفلتت، وخرج نَفير قريش من مكّة يمنعون عَيرَهم فالتقوا هم ورسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، ومن معه على غير مَوْعِدٍ ببدرٍ (¬٣).
أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبى سبرة عن عبد الله بن أبى سفيان مولى ابن أبى أحمد قال: لقى أُسيد بن الحُضير رسول الله،
---------------
(¬١) كذا في ث، ومثله لدى المزى وهو ينقل عن ابن سعد، وفى ل "فقدم".
(¬٢) وساحَلوا: أى قصدوا ساحل البحر وساروا معه.
(¬٣) أورده المزى في تهذيب الكمال ج ٣ ص ٢٤٨ نقلا عن ابن سعد.

الصفحة 559