-صلى الله عليه وسلم-، حين أقبل من بدر فقال: الحمد لله الذى أظفرك وأقرّ عينك، والله يا رسول الله ما كان تَخَلّفى عن بدرٍ وأنا أظنّ أنّك تلقى عدوًّا ولكن ظننت أنّها العير، ولو ظننتُ أنّه عدوّ ما تخلّفت. فقال رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-: صدقتَ.
قال محمّد بن عمر: وشهد أُسيد أُحُدًا وجُرح يومئذٍ سبع جراحات، وثبت مع رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، حين انكشف الناس، وشهد الخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، وكان من عِلْيَة أصحابه.
حدّثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبى أويس قال: حدّثنى سليمان بن بلال قال: وأخبرنا موسى بن إسماعيل أبو سلمة المِنْقَرى قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمّد الدّراوَردى جميعًا عن سُهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة عن النبى -صلى الله عليه وسلم-، قال: نِعْمَ الرجل أسيد بن الحضير (¬١).
أخبرنا يزيد بن هارون وعفّان بن مسلم وسليمان بن حرب قالوا: أخبرنا حمّاد ابن سلمة عن ثابت البُنانى عن ابن مالك قال: كان أُسيد بن الحُضير وعبّاد بن بشر عند رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، في ليلةٍ ظلماء حِنْدَسٍ فتحدّثا عنده حتى إذا خرجا أضاءتْ لهما عَصَا أحَدِهما فمشيا في ضوئها، فلمّا تفرّق لهما الطريق أضاءت لكلّ واحدٍ منهما عصاه فمشى في ضوئها (¬٢).
أخبرنا الفضل بن دُكين عن سفيان بن عُيينة عن هشام بن عروة عن أبيه، وأخبرنى عبد الله بن مسلمة بن قَعْنَب الحارثى وخالد بن مُخَلّد قالا: أخبرنا سُليمان بن بلال عن يحمىَ بن سعيد عن بُشير بن يسار أنّ أسيد بن الحُضير كان يَؤمّ قومه فاشتكى فصلّى بهم قاعدًا، قال سليمان بن بلال في حديثه: فصلوا وراءه قعودًا.
أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبى حبيبة عن أصحابهم، قال محمّد بن عمر: وأخبرنا محمّد بن صالح وزكريّاء بن زيد عن عبد الله بن أبى سفيان عن محمود بن لبيد قال: تُوفّى أسيد بن الحُضير في شعبان سنة عشرين فحمله عمر بن الخطّاب بين العمودين من بنى عبد الأشهل حتى وضعه بالبقيع وصلّى عليه بالبقيع.
---------------
(¬١) المزى ج ٣ ص ٢٤٩.
(¬٢) المزى ج ٣ ص ٢٥١.