أخبرنا عفّان بن مسلم قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عليّ بن زيد عن عُبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت أنّ أسعد بن زُرارة، رحمه الله، أخذ بيد رسول الله، -صلي الله عليه وسلم-، يعنى ليلةَ العَقَبة، فقال: يا أيّها الناس هل تدرون على ما تُبايعون محمدًا؟ إنّكم تُبايعونه على أن تحاربوا العربَ والعجم والجنّ والإنس مُجْلِبَةً. فقالوا: نحن حَرْبٌ لمن حارب وسلمٌ لمن سالم، فقال أسعد بن زُرارة: يارسول الله اشترطْ عليّ، فقال رسول الله، -صلي الله عليه وسلم-، : تبايعونى على أن تشهدوا ألاّ إله إلاّ الله وأنى رسول الله وتقيموا الصّلاة وتُؤتوا الزكاة والسمع والطاعة ولا تنازعوا الأمرَ أهلَه وتمنعونى ممّا تمنعون منه أنفسكم وأهليكم. قالوا: نعم. قال قائل الأنصار: نَعَمْ هذا لك يارسول الله فما لنا؟ قال: الجنّة والنصر.
أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنى معاذ بن محمّد عن يحيَي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة قال: سمعتُ أمّ سعد بنت سعد بن الربيع وهى أمّ خارجة بن زيد بن ثابت تقول: أخبرتنى النّوار أمّ زيد بن ثابت أنّها رأت أسعد بن زُرارة قبل أن يقدم رسول الله، -صلي الله عليه وسلم-، المدينة يصلّى بالناس الصلوات الخمس ويجمّع بهم في مسجدٍ بناه في مِرْبَد سهل وسُهيل ابنى رافع بن أبى عمرو بن عائذ ابن ثعلبة بن غَنْم بن مالك بن النجّار، قالت فانظر إلى رسول الله، -صلي الله عليه وسلم-، لما قدم صلّى في ذلك المسجد وبناه فهو مسجده اليوم. قال محمّد بن عمر: إنّما كان مُصعب بن عُمير يصلّى بهم في ذلك المسجد ويجمّع بهم الجمعات بأمر رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، فلمّا خرج إلى النبىّ، -صلي الله عليه وسلم-، ليهاجر معه صلّى بهم أسعد بن زُرارة. وكان أسعد بن زُرارة وعمارة بن حزم وعوف بن عفراء لما أسلموا يكسرون أصنام بنى مالك بن النجّار.
أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن منصور عن محمّد بن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارة قال: أخذتْ أسعدَ بن زُرارة الذُّبَحَةُ فأتاه رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، فقال: اكْتَوِ فإني لا ألومُ نفسى عليك (¬١).
أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا زُهير عن أبى الزبير عن عمرو بن شعيب عن بعض أصحاب النبيّ، -صلى الله عليه وسلم-، قال: كوى رسول الله، -صلي الله عليه وسلم-، أسعدَ بن زرارة مرّتين في حَلْقِه من الذُّبَحَة وقال: لا أدع في نفسى منه حَرَجًا (¬٢).
---------------
(¬١) سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٣٠٣.
(¬٢) سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٣٠٣.