كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

سهل بن سعد الساعدىّ عن أبيه أنّه سمعه يحدّث عن أبيه سهل بن سعد أنّ سعد ابن سعد بن مالك أباه أوصى للنبيّ، عليه السلام، فكتب وصيّتَه في مُؤخّر (¬١) رَحْله، فأوْصى له برَحْله وراحلته وخمسة أوسُق من شعير فقبلها النبىّ، -صلي الله عليه وسلم-، ثمّ رَدّها على وَرَثتِه.
قال محمّد بن سعد: وهذا يدلّك على أنّ الذى ذُكر في بدر هو سعد بن سعد بن مالك وأنّه تُوفّى وهو يتجهّز إلى بدر، وأوصى لرسول الله، -صلي الله عليه وسلم-، بهذه الوصيّهَ. وأمّا ما روى أُبَيّ وعبد المهيمن ابنا عبّاس عن أبيهما عن جدّهما أنّ رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، أسهم له في بدر فليس ذلك بثبت ولم يروه أحد ممّن روى المغازى، وأمّا موسى بن عقبة ومحمّد بن إسحاق وأبو معشر فلم يذكروا سعد بن مالك ولا ابنَه سعد بن سعد فيمن شهد عندهم بدرًا، وهو الثبت عندنا أنّه لم يشهد أحد منهما بدرًا، ولعلّه كان يتجهّز للخروج فمات قبل ذلك كما روى أُبَيّ وعبد المهيمن ابنا عبّاس في حديثهما، ولسعد بن سعد بن مالك عقب.
* * *

٣٦٢ - مالك بن عمرو النجّارى
نظرنا في كتاب نسب الأنصار فلم نَجِد نَسَبَه فيه ووجدنا مالك بن عمرو بن عتيك ببن عمرو بن مبذول، وهو عامر بن مالك بن النجّار، ومالك بن عمرو هو الذى وجدناه في نسب الأنصار فهو عمّ الحارث بن الصمّة بن عمرو ولا أحسبه إيّاه.
أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنى يعقوب بن محمّد الظّفَرىّ عن أبيه قال: كان مالك بن عمرو النجّارى مات يوم الجمعة، فلمّا دخل رسول الله، -صلي الله عليه وسلم-، فلبس لأمَته ليخرج إلى أُحُدٍ خرج وهو موضوع عند موضع الجنائز فصلّى عليه ثمّ دعا بدابّته فركب إلى أُحُدٍ.
* * *
---------------
(¬١) ث "مؤخرة".
٣٦٢ - من مصادر ترجمته: جوامع السيرة ص ١٥٧.

الصفحة 577