كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

محصور فيقولون: اعْتَزِلْنَا (¬١)، فيقول: لا أنزعُ (¬٢) سِرْبالًا (¬٣) سَرْبَلَنِيه الله ولكن أنْزع عمّا تكرهون.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: أخبرنا طَلْحة بن زَيد الجَزَريّ أو الشّآميّ عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن عبد الرّحمن بن جُبير قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، لعثمان: إنّ الله كَساك يومًا سربالًا فإن أرادكَ المنافقون على خلعه فلا تَخْلَعْه لظالم.
قال: أخبرنا أبو أُسامة حمّاد بن أُسامة عن إسماعيل بن أبي خالد قال: أخبرنا قيس قال: أخبرني أبو سَهْلَة مولى عثمان قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، في مرضه: وَددْتُ أنّ عندي بعضَ أصحابى، فقالت عائشة: فقلتُ يا رسول الله أدْعو لك أبا بكر، فأسكت فعرفتُ أنّه لا يريده، قلت: أدعو لك عُمَرَ، فأسكت فعرفتُ أنه لا يريده، قلت: أدعو لك عليًّا، فأسكت فعرفت أنّه لا يريده، فقلت: فأدعو لك ابن عفّان، قال: نعم، فلمّا جاء أشار إليّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أن تباعدى، فجاء عثمان فجلس إلى النّبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، فجعل رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يقول له، ولون عثمان يتغيّر، قال قيس فأخبرنى أبو سَهْلَة قال: لمّا كان يوم الدار قيل لعثمان ألا تقاتلُ؟ فقال: إنّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، عَهِدَ إليّ عَهْدًا وإنى صابرٌ عليه، قال أبو سهلة فَيَرَوْنَ أنّه ذلك اليوم.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا: أخبرنا حمّاد بن زيد، أخبرنا يحيَى بن سعيد عن أبي أُمامة بن سهل قال: كنتُ مع عثمان في الدار وهو محصور، قال وكنّا ندخل مدخلًا إذا دخلناه سمعنا كلامَ من على البلاط، قال فدخل عثمان يومًا لحاجةٍ فخرج مُنْتَقِعًا لونُه فقال: إنّهم لَيَتَوَعّدُونَنى بالقتل آنفًا، قال قلنا: يَكْفيكَهُمُ الله يا أمير المؤمنين، قال: وَلِمَ يقتلوننى وقد سمعتُ رسول
---------------
(¬١) في متن ل "انزع لنا" والمثبت رواية ث، ت وضبط هكذا ضبط قلم فيهما.
(¬٢) ت، ث "لا أُنْزَع".
(¬٣) لدى ابن الأثير (سربل) في حديث عثمان "لا أخلع سِرْبَالًا سربلنيه الله" السربال: القميص، وكَنَى به عن الخلافة.

الصفحة 63