كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

قال محمّد بن عمر: فحدّثتُ ابن أبي ذئب بهذا الحديث فقال أخبرني يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن المسيّب قال: كان سالم سائبة فأوصى بثلث ماله في سبيل الله، وثلثه في الرّقاب، وثلثه لمواليه.
قال أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن محمّد أنّ سالمًا مولى أبي حُذيفة أعتقته امرأةٌ من الأنصار سائبةً وقالت: والِ من شِئتَ، فوالى أبا حُذيفة بن عُتبة، فكان يدخل على امرأته فذكرت ذلكَ للنّبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، وقالت: إنى أرى ذاك في وجه أبى حُذيفة، فقال: أرْضِعِيه، فقالت: إنّه ذو لحية، قال: قد علمتُ أنّه ذو لحية. قال فقُتل يوم اليمامة فدُفع ميراثه إلى المرأة.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا مَعْقِل بن عُبيد الله عن ابن أبي مُلَيكة عن القاسم بن محمّد أنّ سَهْلَةَ بنت سُهَيْل بن عمرو أتت رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وهي امرأة أبى حُذيفة فقالت: يا رسول الله سالم مولى أبي حُذيفة معي وقد أدرَكَ ما يدرك الرجالُ، فقال: أرْضعِيه فإذا أرْضَعْتهِ فقد حَرُمَ عليك ما يَحْرُمُ من ذى المَحْرَم.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني مَعْمَرٌ عن الزّهريّ عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن زَمْعَةَ بن الأسود قال: أخبرتنى أُمّى عن أُمّ سَلَمَةَ أنّها قالت: أبَى سائر أزواج رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أن يدخل عليهنّ أحدٌ بهذا الرضاع وقلن إنّما هذا رخصة من رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، لسالم خاصةً (¬١).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني مَعْمَرٌ عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة إنّما أخذت بذلك من بين أزواج النّبيّ، - صلى الله عليه وسلم -.
قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى قال: أخبرنا شيبان عن منصور عن مالك بن الحارث قال: كان زيدُ بن حارثة معروفًا بنسبه، وكان سالم مولى أبى حُذيفة لا يُعْرَف نَسبُه، فكان يقال سالم من الصالحين.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الحميد بن عمران بن أبي أنس عن أبيه قال: سمعتُ ابن عمر يقول: أقْبَلَ سالم مولى أبى حُذيفة يَؤمّ المهاجرين من مكّة حتَّى قدم المدينة لأنّه كان أقْرَأهُمْ (¬٢).
---------------
(¬١) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٦٧.
(¬٢) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٦٨.

الصفحة 82