كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 4)

قال: قال عمر والله يا أبا الفضل لأنا بإسلامك كنتُ أسرّ منى بإسلام الخطّاب لو أسلم لمرضاة رسول الله، -صلى الله عليه وسلم- (¬١).
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبى أويس قال: حدّثنى محمّد بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله القرشى ثمّ التيمىّ قال: حدّثنى إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن عبد الله بن حارثة أنّه قال: لما قدم صَفْوان بن أُميّة بن خَلَف الجُمَحِيّ قال له رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-: على مَن نزلتَ يا أبا وَهْبٍ؟ قال: نزلتُ على العبّاس بن عبد المطّلب، قال: نزلتَ على أشدّ قريشٍ لقريشٍ حُبًّا.
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبى أويس قال: حدّثنى عبد العزيز بن محمّد عن يزيد بن عبد الله عن هِنْد بنت الحارث عن أمّ الفضل أنّ رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، دخل عليهم وعبّاس عمّ رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، يشتكى، فتمنّى عبّاس الموت فقال له رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-: يا عمّ رسول الله لا تتمنّ الموتَ فإن تكن مُحْسِنًا فإنْ تُؤخَّرْ تَزْدَدْ إحسانًا إلى إحسانك خيرًا لك، وإن تكن مُسيئًا فإن تُؤخَّرْ فَتسْتعْتِب من إساءتك فلا تتمنّ الموت.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل النّهْدى قال: حدّثنا كامل عن حبيب، يعنى ابن أبى ثابت، قال: كان العبّاس بن عبد المطّلب أقرب الناس شَحْمةَ أذنٍ إلى السماء.
قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس قال: كان بين العبّاس وبين ناسٍ شئٌ فقال النبىّ، -صلى الله عليه وسلم-: إنّ العبّاس منى وأنا منه.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى العَبْسىّ ومحمد بن كثير قالا: حدّثنا إسرائيل عن عبد الأعلى أنّه سمع سعيد بن جُبير يقول: أخبرنى ابن عبّاس أنّ رجلًا وقع فى أبٍ للعبّاس كان فى الجاهليّة، فلطمه العبّاس فاجتمع قومُه فقالوا: والله لنلطمنّه كما لطمه. ولبسوا السّلاح، فبلغ ذلك رسولَ الله، -صلى الله عليه وسلم-، فجاء فصعد المنبر فحمد اللَّه وأثنى عليه وقال: أيّها الناس أيّ الناس تعلمون أكرمَ على الله؟ قالوا:
---------------
(¬١) ابن عساكر في تاريخه ص ١٩٦ نقلا عن ابن سعد.

الصفحة 21