كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 4)

أنتَ، قال: فإنّ العبّاس منى وأنا منه، لا تسبّوا أمواتَنا فتُؤذوا أحياءنا. قال فجاء القوم فقالوا: يا رسول الله نعوذ بالله من غضبك، استغفِرْ لنا يا رسول الله.
قال: أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن سعيد بن جُبير عن ابن عبّاس قال: صعد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: يا أيّها النّاس أىّ أهل الأرض أكرم على الله؟ قالوا: أنت، قال: فإنّ العبّاس مني وأنا منه، لا تُؤذوا العبّاس فتُؤذونى. وقال: مَن سَبّ العبّاس فقد سبّنى.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون عن داود بن أبى هند عن العبّاس بن عبد الرحمن أنّ رجلًا من المهاجرين لقى العبّاس بن عبد المطّلب فقال: يا أبا الفضل أرأيتَ عبد المطّلب بن هاشم والغَيْطَلَة كاهنةَ بنى سَهْم جمعهما الله جميعًا فى النار؟ فصفح عنه، ثمّ لقيه الثانيةَ فقال له مثل ذلك فصفح عنه، ثم لقيه الثالثة فقال له مثل ذلك فرفع العبّاس يده فوجأ أنفَه فكسره، فانْطلق الرجل كما هو إلى النبيّ، -صلى الله عليه وسلم-، فلمّا رآه قال: ما هذا؟ قال: العبّاس. فأرسل إليه فجاءه فقال: ما أردتَ إلى رجل من المهاجرين؟ فقال: يا رسول الله لقد علمتُ أنّ عبد المطّلب فى النّار ولكنّه لقينى فقال: يا أبا الفضل أرأيت عبد المطّلب بن هاشم والغيطلة كاهنة بنى سهم جمعهما الله جميعًا فى النّار؟ فصفحتُ عنه مرارًا ثمّ والله ما ملكتُ نفسى وما إيّاه أراد ولكنّه أرادنى. فقال رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-: ما بال أحدكم يُؤذى أخاه في الأمر وإن كان حقًّا؟
قال: أخبرنا قبيصة بن عُقبة قال: حدّثنا سفيان عن موسى بن أبى عائشة عن عبد الله بن أبى رَزين عن أبى رَزين عن عليّ قال: قلتُ للعبّاس سَلْ لنا رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، الحجابة. قال فسأله فقال، -صلى الله عليه وسلم-: أعطيكم ما هو خير لكم منها، السقاية تَرْزَؤُكم ولَا تَرْزَءُونها (¬١).
قال: أخبرنا أنَس بن عياض اللّيْثى وعبد الله بن نُمير الهَمْدانى عن عُبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: استأذن العبّاس بن عبد المطّلب النبىّ، -صلى الله عليه وسلم-، أن يبيتَ ليالى مِنًى بمكّة من أجل سقايته فأذن له.
---------------
(¬١) فى متن ل "برَوائكم ولا تُزْروا بها" وبهامشها: وقراءة دى خويه "تَرْزَؤكم ولا تَرْزَؤُنها" وقد آثرت قراءته اعتمادا على رواية ث.

الصفحة 22