كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 4)

قال: أخبرنا محمد بن فُضَيْل بن غَزْوان عن ليث عن مجاهد قال: طاف رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، على ناقته بالبيت معه مِحْجَنٌ يستلم به الحجر كلّما مرّ عليه، ثمّ أتى السّقاية يستسقى، قال فقال العبّاس: يا رسول الله ألا نأتيك بماءٍ لم تمسّه الأيدى؟ قال: بلى فاسقونى، فسقوه ثم أتى زَمْزَمَ فقال: استقوا لى منها دَلْوًا. فأخرجوا منها دلوًا فمضمض منه ثمّ مجّه من فيه ثمّ قال: أعيدوه فيها، ثمّ قال: إنّكم لعَلى عملٍ صالحٍ، ثمّ قال: لولا أن تغلبوا عليه لَنزلتُ فنزعتُ معكم.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا مِنْدَل بن عليّ عن حُسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عبّاس قال: حدّثنى جعفر بن تمّام قال: جاء رجل إلى ابن عبّاس فقال: أرأيتَ ما تسقون الناسَ من نبيذ هذا الزبيب، أسُنّةٌ تتبعونها أم تجدون هذا أهون عليكم من اللبن والعسل؟ فقال ابن عبّاس: إنّ رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، أتى العبّاس وهو يسقى الناسَ فقال اسْقِنى، فدعا العبَّاسُ بعِساسٍ من نبيذ فتناول رسولُ الله، -صلى الله عليه وسلم-، عُسًّا منها فشرب ثمّ قال: أحسنتم، هكذا اصنعوا، قال ابن عبّاس: فما يسرّنى أنّ سقايتها جَرَتْ عليّ لبنًا. وعسلًا مكانَ قول رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، أحسنتم هكذا افعلوا.
قال: أخبرنا محمّد بن فُضَيْل بن غزوان عن الحجّاج عن الحكم عن مجاهد قال: اشربْ من سقاية آل العبّاس فإنّها من السّنّة.
قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدّثنا إسماعيل بن زكريّاء الأسدى عن الحجّاج بن دينار عن الحكم عن حُجَيّةَ بن عدىّ عن علىّ بن أبى طالب أنّ العبّاس ابن عبد المطّلب سأل رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، فى تعجيل صدقته قبل أن تحلّ فرخّص له فى ذلك.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا الحجّاج عن الحكم بن عُتيبة أنّ رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، بعث عمرَ بن الخطّاب على الصدقة فأتى العبّاس يسأله صدقةَ ماله، قال: قد عَجَّلْتُ لرسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، صدقة سنتين، فرافعه إلى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، : صدق عمّى، قد تعجّلنا منه صدقة سنتين.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا أبو إسرائيل عن الحكم قال: بعث

الصفحة 23