وشهد عبدُ الرحمن بن سهل أُحُدًا والخندقَ والمشاهدَ كُلَّها مع رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، وهو المنهُوش بحُرَيرَاتِ الأفاعى، فأمر رسولُ الله، -صلى الله عليه وسلم-، عُمَارَةَ بنَ حَزْم يَرْقيه برُقيَةٍ أمرَهُ بها فَرقَاه فهى رُقيَةُ آل حَزمٍ يتوارَثُونها إلى اليوم.
قال أخبرنا عبدُ الله بن إدريس، قال: أخبرنا محمد بن عمارة عن أبي بكر بن محمد، قال: نُهِشِ عبدُ الله بن سهل بحُرَيرَاتِ الأفاعى فقال رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-: اذهبوا به إلى عُمارَةَ بن حَزْم فَليَرقه، قال، قالوا: يا رسول الله، إنه يموتُ، قال: وَإِنْ، قال: فذهبوا به إلى عُمَارَةَ فَرقاه فشفاه الله.
أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنى محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حَثمةَ عن أبي لَيلَى الحارثى عن سهل بن أبي حَثمة، قال: لُدِغ رجل منا بحَرَّةِ الأفاعِى فَدُعِى له عَمْرُو بن حَزْم يَرْقِيهِ، فَأَبى أن يَرقيه حتى جاء إلى النبي، -صلى الله عليه وسلم-، فاستأذنَهُ فقال اعرِضها عَلَىّ فعرضها عليه فأذِنَ له فيها.
قال محمد بن عُمر: والملدوغ عبد الرحمن بن سهل، وحَرَّةُ الأفاعِى: حين تَرُوح من الأبواء إلى مكة على ثمانية أميال على المحجّة، وكانت منزلًا للناس قبل اليوم فأَجلَتهم منه الحيَّاتُ، وكان عُمَرُ بن الخطاب استَعمل عبدَ الرحمن بن سهل على البصرة حيث مات عُتبةُ بن غَزْوان المازنى من أهل بدر.
* * *
٥٦٤ - قَيْظِى بنُ قَيْس
ابن لَوْذَان بن ثعلبة بن عَدِىّ بن مَجْدَعة بن حارثة، وأمه لُبنَى بنتُ رافع بن عدى بن زيد بن جُشَم بن حارثة، فَوَلَدَ قيظى بن قيس: عُقْبَةَ شَهِدَ مع أبيه أُحُدًا وقُتل يوم جسر أبي عُبَيد شهيدًا، وعَبدَ الرحمن شهد أيضًا مع أبيه وأخيه أُحدًا، وقُتِل يوم اليمامة شهيدًا، وعبدَ الله شهد أيضا مع أبيه وأخَوَيه أُحدًا، وقُتِل يوم جسر أبي عُبيد شهيدا، وعبَّادًا وقد صحب النبي، -صلى الله عليه وسلم-، ولم يَشهد أُحدًا، وقُتل يوم جسر أبي عُبيد شهيدًا، وزيدًا وبُجَيرًا ولُبنَى مبايعة، وأمهم كلهم أم حبيب بنت قُراد بن مَوهبةَ بن عدى بن مَجدَعة بن حارثة.
---------------
٥٦٤ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٤ ص ٤٥٢.