كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 4)

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني موسي بن محمّد بن إبراهيم عن العبّاس بن عبد الله بن معبد عن ابن عبّاس قال: كان العبّاس بن عبد المطّلب في الجاهليّة الذي يَلي أَمْرَ بني هاشم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني يحيَى بن العلاء عن عبد المجيد بن سُهيل عن نملة بن أبي نملة عن أبيه قال: لمّا مات العبّاس بن عبد المطّلب بعَثَتْ بنو هاشم مؤذِّنًا يؤذّن أهل العوالي: رحم الله من شهد العبّاس بن عبد المطّلب، قال فحشد الناس ونزلوا من العوالي (¬١).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني ابن أبي سَبْرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن رُقيش (¬٢) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية (¬٣) قال: جاءنا مُؤْذِنٌ يُؤذِنّا بموت العبّاس بن عبد المطلب بقُبَاء على حمارٍ، ثمّ جاءنا آخر على حمار فقلتُ: مَن الأوّل؟ فقال: مولىً لبني هاشم والثاني رسول عثمان، فاستقبل قري الأنصار قريةً قرية حتى انتهى إلى السافلة في بني حارثة (¬٤) وما ولاها حشد الناس فما غادرنا النساء، فلمّا أُتِيَ به إلى موضع الجنائز تضايق فتقدّموا به إلى البقيع، ولقد رأيتُنا يومَ صلّينا عليه بالبقيع وما رأيتُ مثل ذلك الخروج على أحد من الناس قطّ وما يستطيع أحد من النّاس أن يَدْنُوَ إلى سريره، وغُلب عليه بنو هاشم فلمّا انتهوا إلى اللحد ازدحموا عليه فأرى عثمان اعتزل وبعث الشّرْطة يضربونَ الناس عن بني هاشم حتى خلص بنو هاشم، فكانوا هم الذين نزلوا في حُفْرَته ودَلّوه في اللحد، ولقد رأيتُ على سريره بُرْدَ حِبَرَةٍ قد تقطّع من زِحامهم (¬٥).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثتني عُبيدة بنت نابل عن عائشة بنت
---------------
(¬١) سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ١٠٠.
(¬٢) بالقاف والشين المعجمة، مصغر، قيده صاحب التقريب.
(¬٣) جارية: تحرف في طبعة ليدن وما بعدها من طبعات إلى "حارثة" وصوابه من ث، وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ١٠٠ والتقريب وقيده: بالجيم والتحتانية.
(¬٤) كذا في ث، ومثله لدى ابن عساكر ص ٢٠١ وهو ينقل عن ابن سعد. وفي ل "سافلة بني حارثة".
(¬٥) أورده ابن عساكر في تاريخه (عبادة بن أوفي - عبد الله بن ثوب) ص ٢٠١ نقلا عن ابن سعد.

الصفحة 29