كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 4)

٥٧٧ - مُرَارَةُ بنُ الربيع
ابن عَمرو بن الحارث بن زيد بن الجَدّ بن العَجلان، وكان قديمَ الإسلام، وهو أَحَدُ الثلاثة النَّفَر الذين تخلّفوا عن رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، في غزوة تبوك، ولم يعتذروا إليه بشئ، فأرجَأ أمرَهم ونَهَى الناسَ عن كلامهم حتى تاب الله عليهم وأنزل فيهم قرآنا {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} [سورة التوبة: ١١٨].
* * *

٥٧٨ - عُوَيْمرُ بنُ الحارث
ابن زيد بن حارثة بن الجَدّ بن العجلان، وهو الذى رَمَى امرأتَه بشَرِيك بن السَّحْمَاء فَلَاعَنَ رسولُ الله، -صلى الله عليه وسلم-، بينهما في مسجده بعد العصر وذلك في شعبان سنة تسع من الهجرة، وكان قَدِمَ من تَبُوك فوجدها حُبْلَى.
أخبرنا محمد بن عُمر، قال: حدّثنى الضحاكُ بن عثمان، عَن عمرانَ بن أبي أَنَس، عَن عبد الله بن جعفر، قال: شهدتُ عُوَيمِرَ بن الحارث العَجلانى ورَمى امرأتَه بشَرِيك بن السَّحْمَاء وأنكرَ حَملها، فَلَاعَنَ بينهما رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، وهى حامل، فرأيتُهما يَتَلَاعَنَانِ قائِمَين عند المنِبر، ثم وَلدَت فألحق الولد بالمرأة، وجاءت به أشبه الناس بشريك بن السَّحْمَاء. وكان رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، قال: إذا وَلَدَتْ فلا ترضِعُوه حتى تأتونى به، فأُتِى به النبيُّ، -صلى الله عليه وسلم-، فنظر إلى شبهه بشريك بن السَّحْمَاء، وكان عُويمر بن الحارث قد لامَه قومُه وعظموا عليه حيث دفعها إلى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، وقالوا امرأةٌ ما نَعَلمُ منها إلا خَيرًا. فلما جاء الشّبَهُ بشريك بن السَّحماء عَذَروه وصَوبوه فيما صنع، وعاش ذلك المولودُ سنتين، ثم مات، وعاشت أمه بعده يَسيرًا، وكان شَرِيك عند الناس بحال سَوْءٍ بَعْدُ، ولم يبلُغنا أنه أحدث توبةً وَلَا نزع.
قال محمد بن عُمر: وحدثنى غيرُ الضحاك بن عثمان قال قال عُوَيمرُ:
---------------
٥٧٧ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٥ ص ١٣٤.
٥٧٨ - من مصادر ترجمته: الإصابة ج ٤ ص ٧٤٦.

الصفحة 294