كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 4)

سعد قالت: جاءنا رسول عثمان، رحمه الله، ونحن بقصرنا على عشرة أميال من المدينة أنّ العبّاس قد تُوفّي، فنزل أبي ونزل سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفيل ونزل أبو هُريرة من السّمرة، قالت عائشة: فجاءنا أبي بعد ذلك بيوم فقال: ما قدرنا على أن نَدْنُوَ من سريره من كثرة الناس، غُلبْنا عليه، ولقد كنْتُ أحِبّ حَمْلَه (¬١).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني يعقوب بن محمّد عن محمّد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صَعْصَعَة عن الحارث بن عبد الله بن كعب عن أمّ عُمارة قالت: حضرنا نساء الأنصار طُرًّا جنازةَ العبّاس وكنّا أوّلَ مَنْ بكَى عليه ومعنا المهاجرات الأُوَلُ المبايعاتُ.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا ابن أبي سَبرة عن عباس بن عبد الله ابن سعيد قال: لما مات العبّاس أرسل إليهم عثمان إن رأيتم أن أحضرَ غَسْلَه فعلتم، فأذنوا له، فحضر فكان جالسًا ناحيةَ البيت، وغسله عليّ بن أبي طالب، عليه السلام، وعبد الله وعبيد الله وَقُثَمُ بنو العبّاس، وحدّتْ نساءُ بني هاشم سنةً.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد العزيز بن محمّد عن عبّاس بن عبد الله بن معبد عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: أوصى العبّاس أن يُكْفَنَ في بُرْدِ حِبَرَةٍ وقال إنَّ رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، كُفِنَ فيه.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا ابن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سُهيل عن عيسى بن طلحة قال: رأيتُ عثمان يكبّر على العبّاس بالبقيع وما يقدر من لَغَطِ (¬٢) الناس، ولقد بلغ الناسُ الحِشّانَ (¬٣) وما تخلّفَ أحد من الرجال والنساء والصبيان.
* * *
---------------
(¬١) سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ١٠١ من طريق الواقدي.
(¬٢) لَغَط: تحرف في طبعة ليدن والطبعات اللاحقة إلى "لَفْظ" وصوابه من ث، وتاريخ ابن عساكر ص ٢٠٢.
(¬٣) حِشّان: أطم من آطام اليهود بالمدينة على يمين الطريق إلى قبور الشهداء شهداء أحد (المغانم المطابة).

الصفحة 30