كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 4)

قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير عن الأجلح عن الشعبى قال: لما رجع رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، من خَيْبر تَلَقُّاهُ جعفر بن أبى طالب فالتزمه رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، وقبّل ما بين عينيه وقال: ما أدرى بأيّهما أنا أفرح، بقدوم جعفر أو بفَتْح خيبر (¬١).
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين ومحمد بن ربيعة الكلابى قالا: حدّثنا سفيان عن الأجلح عن الشعبيّ أنّ النبىّ، -صلى الله عليه وسلم-، استقبل جعفرَ بن أبى طالب حين جاء من أرض الحبشة فقبّل ما بين عينيه، وقال الفضل بن دُكين: وضمّه إليه، وقال محمد بن ربيعة: واعتنقه.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون والفضل بن دُكين قالا: حدّثنا المسعودىّ عن الحكم بن عُتيبة أنّ جعفرًا وأصحابه قدموا من أرض الحبشة بعد فتح خيبر فقسم لهم رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، فى خيبر، قال وقال محمد بن إسحاق: وآخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين جعفر بن أبى طالب ومُعاذ بن جَبَلٍ، قال وقال محمد بن عمر: هذا وَهَلٌ (¬٢)، وكيف يكون هذا وإنما كانت المؤاخاة بعد قدوم رسول، -صلى الله عليه وسلم-، المدينة وقبل بدر؟ فلمّا كان يوم بدر نزلت آية الميراث وانقطعت المؤاخاة وجعفر غائب يومئذ بأرض الحبشة.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا حَفْص بن غياث عن جعفر بن محمّد عن أبيه قال: إنّ ابنةَ حمزة لتطوف بين الرجال إذ أخذ علىّ بيدها فألقاها إلى فاطمة فى هَوْدَجها، قال فاختصم فيها عليّ وجعفر وزيد بن حارثة حتى ارتفعت أصواتهم فأيقظوا النبي، -صلى الله عليه وسلم-، من نومه، قال: هَلُمُوا أقْضِ بينكم فيها وفى غيرها، فقال عليّ: ابنة عمّى وأنا أخرجتها وأنا أحقّ بها، وقال جعفر: ابنة عمّى وخالتها عندى، وقال زيد: ابنة أخى، فقال فى كلّ واحد قولًا رضيه، فقضى بها لجعفر وقال: الخالة والدة. فقال جعفر فحجل حول النبيّ، -صلى الله عليه وسلم-دار عليه (¬٣)، فقال النبيّ، -صلى الله عليه وسلم-: ما هذا؟
---------------
(¬١) سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢١٣.
(¬٢) كذا بمتن ل وبهامشها: قراءة دى خويه "وَهْل" وقد آثرت رواية (ل) اعتمادا على ما ورد فى ث. بالهاء المضبوطة بالفتحة ضبط قلم.
(¬٣) كذا بمتن ل، ومثله فى ث، وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢١٣. وبهامش ل "دار عليه: يرى دى خويه حذفها من المتن إذا أنها حاشية بالهامش" ولدى ابن عساكر كما فى المختصر ج ٦ ص ٦٩ "فلما نظر جعفر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حَجَل -مشى على رجل واحدة- إعظاما منه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ... ".

الصفحة 32