كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 4)

صلبه، وكسر قَرَبُوسَ (¬١) السَّرْج، ثم نزل إليه فَقَطّ يديه، فأخذ سواريه ومنطقته. فصلى عمر ثم أتى أبا طلحة فقال: إنا كنا نُنَفّلِ المسلم سَلَبَ الكافر إذا قتله، وإن سلب البراء المرزبان قد بلغ مالًا لَا أُرانى إلا خامِسَه قال قلت: أَخمَّسَهُ؟ قال: لا أدرى.
أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي، قالا: حدّثنا همام بن يحيى، قال: حدّثنا قتادة، عن أنس بن مالك أن أخاه البراء بن مالك حَدَّثه قال: بارَزْتُ مَرْزُبانَ الرَّازة قال فبارزت عِلْجًا (¬٢) منكرًا، قال: فاعتركنا، قال: فسمعت صوت العِلْج من تحتي يحن قد ربا. قال: فعالجته فصرعته فقعدت على صدره وأخذت خِنجَرَهُ فذبحته به، وأخذت سُوارَيه فجعلته في يدى وأخذت منطقته فَقُوِّم ثلاثين ألفا، وأخذت أداة كانت. قال فكتب الأشعرى إلى عمر بن الخطاب في السوارين والمنطقة فقال عمر: هذا مال كثير فأخذ خمسه وترك له بقيّتَه، قال قتادة: فكان أوّلَ سَلَب خُمِّسَ في الإسلام.
أخبرنا عمر بن حفص، عن ثابت، عن أنس، قال: لما كان يوم العقبة بفارس وقد زُوِى الناسُ، قام البراء بن مالك فركب فرسه وهي تُوجَأُ ثم قال لأصحابه: بئس ما عودتم أقرانكم عليكم يومئذ.
قال محمد بن عمر: ونحن نقول: إنما استُشْهِدَ يوم تُسْتَر (¬٣)، وتلك الناحية كلها عندهم فارس.
* * *

٦٣٠ - قَيْسُ بنُ صَعْصَعَة
ابن وهَبْ بن عَدِيّ بن مالك بن عَدِيّ بن عامر بن غَنْم بن عَدِيّ بن النجار، وأمه النجود بنت الحارث بن عدى بن مالك بن عَدِيّ بن عامر بن غَنْم بن عَدِيّ بن النجار.
---------------
(¬١) القربوس: حنو السّرج وهو جزؤه المقوس المرتفع أمام المقعد ووراءه.
(¬٢) العِلْجُ: الواحد من كفار العجم.
(¬٣) وورد لدى ياقوت "وبتستر قبر البراء بن مالك والأنصارى".
٦٣٠ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٤ ص ٤٣٠.

الصفحة 332