كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 4)

شهد حبيب بن زيد أُحدًا والخندقَ والمشاهد كلها مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي قتله مُسَيلِمَةُ الكذابُ حين أتاه بكتاب النبي، - صلى الله عليه وسلم - (¬١).
وكان الزُّهرى يقول: إنما أقبل حبيب بن زيد وعبد الله بن وهب الأسلمى مع عَمرو بن العاص من عمان حين بلغهم وفاةُ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فَعَرَضَ لهم مُسَيْلِمَةُ فأفلتوا جميعا، وأخذ حبيب بن زيد وعبد الله بن وهب، فَقَتَل حبيبَ بن زيد وقطعه عُضوًا عُضوًا، وحبس عبد الله بن وهب عنده في وثاق، فلما كان يوم اليمامة وجال الناس وشَغَلتهم الحرب أُفْلِتَ عبدُ الله بن وهب فلحق بأسامة بن زيد وهو مع خالد بن الوليد، فجعل يقاتل مع المسلمين يوم اليمامة قتالًا شديدًا.
* * *

٦٣٦ - وأخوه: عَبْد الله بن زَيْدَ
ابن عاصم بن عَمْرو بن عَوف بن مَبْذُول بن عَمْرو بن غَنْم بن مَازِن بن النَّجّار، وأمه عُمَارَةُ واسمها نَسِيبَة بنت كعب بن عَمرو بن عوف بن مبذول.
فَوَلَدَ عَبْدُ الله بن زيد: خَلاّدًا، وعليًّا قتلا يوم الحَرّة، وأمهما أم ولد. وعُميرًا وأبا حَسَن قتل يوم الحرة وَأُمُّهُما أُمُّ ثابت بنت سهل بن عَتيك بن النعمان بن عَمْرو بن عَتِيك بن عَمْرو بن مَبْذُول.
وشهد عبد الله بن زيد أحُدًا وَالخندقَ والمشاهدَ كلها مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -. وهو عم عباد بن تميم لأمه، وقد رَوَى عبدُ الله بن زيد عن أبي بكر وعمر، وكان عبد الله بن زيد ممن قَتَلَ مسيلمةَ الكَذابَ يوم اليمامة (¬٢).
أخبرنا عفان بن مسلم، والمُعَلَّى بن أسد، قالا: حدّثنا وُهَيْب بن خالد، قال: حدّثنا عمرو بن يحيى، عن عبّاد بن تميم، عن عبد الله بن زيد، قال: لما كان زَمَنُ الحَرَّة أتاه آت، فقال: هذا ابن حنظلة يبايع الناس. قال: على أي شئ يبايعهم؟ قال: على الموت، فقال: أما أنا فلا أبايع على هذا أحدا بعد رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -.
---------------
(¬١) انظره لدى ابن الأثير ج ١ ص ٤٤٣.
٦٣٦ - من مصادر ترجمته: الإصابة ج ٤ ص ٩٨
(¬٢) انظره لدى ابن الأثير ج ٣ ص ٢٥٠.

الصفحة 335