لربيبهِ مُرَيّ: يَا أَبَتِ، أجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رافعَ بن خديجٍ وردَّني. وأنا أَصرَعُ رَافِعَ بن خَدِيج، فقال مُرَيّ بن سنان: يا رسول الله رددتَ ابني وأجزتَ رافعَ بن خَدِيج، وابني يصرعه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرافع وسمرة: تصارعا! فصرع سَمُرَةُ رافعًا، فأجازهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحُدٍ فشهدها مع المسلمين (¬١).
أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا أبو هلال، قال: حدثنا عبد الله بن صُبَيح النسابُ، عن محمد بن سيرين، قال: كان سمرة ما علمتُ صَدوق الحديث، عَظِيمَ الأمانة، يُححبُّ الإسلام وأهلَهُ، حتى أحدث ما أحدث. قال غير عفان من أهل العلم: كان زياد بن أبي سفيان إذا خرج إلى الكوفةِ استعمل سَمُرة بن جُندب على البصرةِ، وكان ابنه عُبيد الله بن زيادِ يفعلُ ذلك أيضًا، فكان يخلفهما وينتهى إلى ما يأمُرانه بهِ.
أخبرنا الحجاج بن المنهال الأنماطى، قال حدثنا حماد بن سلمةَ، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد، قال: كنت إذا قَدِمتُ على أبى مَحْذُورَةَ سألنى عن سَمْرة، وإذا قدمت على سَمُرة سألنى عن أبي مَحْذُورَةَ، قال: فقلت لأبى محذورةَ: ما شأني إذا قدمتُ عليك سألتنى عن سمرة وإذا قدمت على سمرة سألنى عنك قال: فقال إِنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى على بيت وأنا فيه وأبو هريرة وسمرة فقام على باب البيت فقال: آخركم موتًا في النار. فمات أبو هريرةَ ثم مات أبو مَحْذُورَةَ ثم مات سَمُرَةُ (¬٢).
قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت أبا يزيد المدِينى قال: لا مرض سمرة بن جندب مرضه الذي مات فيه، أصابه بردٌ شديدٌ، فأوقدت له نار، فَجُعلَ كانونٌ بين يديه، وكانونٌ من خلفِهِ، وكانون عن يمينهِ، وكانون عن يساره، قال: فجعل لا ينتفعُ بذلك ويقول: كيف أصنع بما في جوفي! فلم يزل كذلك حتى مات.
* * *
---------------
(¬١) أخرجه الواقدى في المغازي ص ٢١٦.
(¬٢) أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٨٥.