رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، أن ينهاهنّ، قالت عائشة: فذهب ثمّ أتاه فقال: والله يا رسول الله لقد غلبنَنى فَزَعَمَتُ (¬١) أنّ رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، قال احْثُ في أفواههِنّ الترابَ، قالت: أرْغم الله أَنْفَك ما أنتَ بفاعل ولا تركْتَ (¬٢) رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-.
قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق عن عبد الرحمن ابن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: لما أتَتْ وفاة جعفر عرفنا في رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، الحزن، قالت فدخل عليه رجل فقال: يا رسول الله إنّ النساء يبكين. قال: فارجع إليهِنْ فأسكِتْهنّ، قالت (¬٣) ثمّ جاء الثانية فقال مثل ذلك، قال ارجع إليهنْ فأسْكِتْهُنّ، ثمّ جاء الثالثة فقال مثل ذلك، قال: فإنْ أبَيْنَ فاحْثُ في أفواههنّ الترابَ. قالت عائشة: قلتُ في نفسي والله ما تركت نفسك إلا وأنت مُطيع رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين وأحمد بن عبد الله بن يونس قالا: حدّثنا محمّد بن طلحة عن الحكم عن عبد الله بن شدّاد بن الهادِ عن أسماء بنت عُميس قالت: لمّا أُصيب جعفر قال لي رسول، -صلى الله عليه وسلم-: تَسَلّىْ ثلاثًا ثم اصنعي ما شئتِ.
قال محمد بن عمر: وأطعم رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، جعفر بن أبي طالب بخَيبر خمسين وسقًا من تمر في كلّ سنة.
قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير ومحمد بن عُبيد قالا: حدّثنا زكرياء بن أبي زائدة عن عامر قال: تزوّج علىّ أسماء بنت عُميس فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر، قال كلّ واحد منهما: أنا أكرم منك وأبي خير من أبيك، فقال لها عليّ: اقضي بينهما، فقالت: ما رأيتُ شابًّا من العرب كان خيرًا من جعفر ولا رأيتُ كهلًا خيرًا من أبي بكر، فقال عليّ: ما تركتِ لنا شيئًا، فقالت: والله إنّ ثلاثةً أنت أخسّهم لخيارٌ، فقال لها: لو قلتِ غير هذا لَمَقَتّكِ.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا وُهيب بن خالد قال: حدّثّنا خالد
---------------
(¬١) فَزَعَمَتْ: تحرفت في طبعتي إحسان وعطا إلى "فزعمتُ".
(¬٢) تحرفت في طبعة إحسان والتحرير إلى "ولا تركتُ".
(¬٣) في متن ل "قال" وكذا (ث) وبالهامش: دي خويه: "قالت" لأن الفاعل عائشة. وقد آثرت ما اختاره.