كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 4)

٦٩٥ - أبُو قَتَادَةَ
ابن رِبْعيّ بن بَلْدَمة بن خُنَاس بن سِنان بن عُبَيد بن عَدِيّ بن غَنْم بن كعب بن سَلِمَة. وأمُّهُ كبشَةُ بنت مُطَهِّر بن حَرَام بن سَوَادِ بن غَنْم من بنى سَلِمة (¬١).

وقد اختلف علينا في اسم أبى قتادة. قال محمد بن إسحاق: الحارث بن ربعى. وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري ومحمد بن عمر: النعمان بن ربعى. وقال غيرهما: عمرو بن ربعى. فَوَلَدَ أبو قتادة: عبدَ الله وعبدَ الرحمن (¬٢)، وأُمُّهُما سُلَافَة بنت البَرَاءِ بن مَعْرُور بن صَخْر بن خَنْسَاء بن سنان بنُ عُبيد من بنى سَلِمة. وثابتًا وعبيدًا وأُمَّ البنين. وأُمُّهُم أم ولدٍ. وأُمَّ أبانَ وأُمُّها من الأزد. شهد أبو قتادة أُحُدًا، والخندقَ (¬٣). وما بعد ذلك من المشاهِد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أخبرنا محمد بن عمر، قال. حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، عن أمّهِ، عن أبيه عن أبي قتادة، قال: أدركنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ذِى قَرَد، فنظر إليّ وقال: اللهم بارك له في شعرِه وبَشَره. وقال: أَفْلحَ وَجْهُك! قلتُ: ووجهك يا رسول الله. قال: قَتَلْتَ مسعدة؟ قلت: نعم. قال: فما هذا الذي بوجهك؟ قلت: سهم رميت به يا رسول الله. قال: فَادْن منى، فَدَنَوْتُ منه فبصق عليه، فما ضَرَبَ عَلَيَّ قطّ ولا قَاحَ. ومات أبو قتادة وهو ابن سبعين سنة وكأنّه ابن خمس عشرة سنة (¬٤).
أخبرنا عَارِم بن الفَضْل، قال: حدثنا حَمّاد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سِيرِين، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى أَبِى قَتَادَةَ، فقيلَ: يَتَرَجَّل، ثم أرسل إليه فقيل: يَتَرَجَّل، ثم أرسل إليه، فقيل: يَتَرَجَّل. فقال: احلقُوا رَأسَهُ، فجاء فقال: يا رسولَ الله، دَعْنى هذه المَرَّةِ، فوالله لأُعْتِبَنَّك، (¬٥) فكان أول ما لقى، قَتَل مَسْعَدَة رأس المشركين (¬٦).
---------------
٦٩٥ - من مصادر ترجمته: تهذيب الكمال ج ٣٤ ص ١٩٤ وسوف يترجم له المصنف فيمن نزل الكوفة من الصحابة.
(¬١) ابن الأثير: أسد الغابة ج ٦ ص ٢٥٠
(¬٢) جمهرة ابن حزم ص ٣٦٠
(¬٣) أخرجه الذهبي في السير عن المصنف ج ٢ ص ٤٥٤
(¬٤) الخبر لدى ابن الأثير ج ٦ ص ٢٥٠ وفيه "ولا فاح" وابن عساكر ج ٢٩ ص ١١٣ مختصر ابن منظور والذهبى في سير أعلام النبلاء، ج ٢ ص ٤٥٠ وفيهما "ولا قاح".
(¬٥) أعتبه: ترك ما يجد عليه من أجله، ورجع إلى ما يرضيه عنه بعد إسخاطه عليه.
(¬٦) أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٤٥٤

الصفحة 378