بأُحُدٍ، وكان يُخلِّفنى على أخواتى، وكُنَّ تسعًا، فكانت أول غزوة غزوتها معه حمراء الأسد، إلى آخر مغازيه - صلى الله عليه وسلم -. (¬١).
أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا عبد الله بن مُسلم الجُهنى، عن أبي عَتِيق، عن جابر بن عبد الله، قال: كنت رفيق عبد الله بن رواحةَ في غزوة المُرَيْسِيع.
أخبرنا محمد بن عُبَيد، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: كنتُ مَنِيحَ (¬٢) أصحابى يوم بدر، قال محمد بن سعد: فذكرت ذلك لمحمد بن عمر فقال هذا غلطٌ من رواية أهل العراق في جابر وأبى مسعود الأنصاري، يُصَيِّرُونهما فيمن شهد بدرًا. ولم يَرْو ذلك موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق وأبو معشر. ولا أحد ممن رَوَى السِّيرةَ.
أخبرنا عبد الله بن نُمَيْر، عن مجالد بن سَعيد، عن عامر الشَّعبيّ، عن جابر بن عبدِ الله، قال: لما قُتِلَ أبى يوم أُحُدٍ دعانى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أتُحِبُّ الدراهمَ؟ قال: قلتُ: نعم، قال: لَوْ قَدْ جاءتنى دراهمُ أَعطَيتك هكذا وهكذا قال: فمات النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يُعْطِينى، فلما اسْتُخْلِفَ أبو بكر رحمه الله أتاه مالٌ من البحرين فدعانى فقال: خذ كما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فأخذت بكفَّيّ جميعًا وأخذت الثالثة أقلّ منه، فقلت عُدّ هذا، فأعطونى مثلَهُ مرتين، فَعُدّ فوجد سبعمائة وخمسون، وأعطونى مثلها مرتين.
أخبرنا معن بن عيسى، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال: قُدِمَ على أبى بكر بمالٍ من البحرين فقال: من كان له عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وَأْيٌ (¬٣) أوعِدَةٌ فَلْيَأتِنى، فجاءه جابر بن عبد الله الأنصاري فحفن له ثلاثَ حفناتٍ.
---------------
(¬١) أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء، ج ٣ ص ١٩١.
(¬٢) في النهاية (منح) وفى حديث جابر: "كنت مَنِيحَ أصحابى يومَ بدر" المنيح: أحد سهَامِ المَسْيِر الثلاثة التي لا غُنْمَ لها ولا غُرْمَ عليها، أراد أنه كان يوم بدر صَبِيًّا ولم يكن ممن يُضْرَبُ له بِسَهْمٍ مع المجاهدين.
(¬٣) في النهاية (وأى) في حديث أبي بكر "من كان له عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَأْيٌ فلْيَحْضُر" وأى: أي وَعْد.