كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 4)

أخبرنا كثير بن هشام، قال: حدثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: استغفر لي النبي - صلى الله عليه وسلم - خمسًا وعشرينَ مرةً ليلةَ البعير (¬١).
أخبرنا يحيى بن آدم وقبيصة بن عقبة، قالا: حدثنا سفيان، عن الأسود بن قيس، عن نُبَيْح، عن جابر بن عبد الله، قال: جاءنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت لامرأتى لا تسألى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا. فقالت: يخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عندنا ولم نسأله! فنادته، يا رسول الله صَلِّ عَلَيَّ وعَلَى زوجى، فقال: صلى الله عليك وعلى زوجك. قال قبيصة في حديثه: ومشوا خلفه، قال: امشوا أمامى، خَلّوا ظهرى للملائكةِ.
أخبرنا كثير بن هشام الدَّسْتوائى، عن أبي الزيير عن جابر بن عبد الله، قال: اشتكيت وعندى سبع أخوات لي، فدخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنفخ في وجهى فأفقت، فقلت: يا رسول الله، ألا أوصى لأخواتى بثلثين؟ قال: أحسن، قال قلت: الشطر، قال: أحسن، ثم خرج وتركنى ثم رجع فقال لي: يا جابر إنى لأراك ميتًا من وجعك هذا، وإن الله تبارك وتعالى قد أنزل، فَبَيَّنَ الذي لأخواتك فجعل لهن الثلثين. قال: فكان جابر يقول: أنزِلت هذه الآية فِيَّ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [سورة النساء: ١٧٦].
أخبرنا قَبِيصَةُ بن عُقبة، قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن المُنكَدِرَ، عن جابر بن عبد الله، قال جاءنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودنى فنزلت فِيَّ آيةُ الميراثِ.
أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قَطن، قال: حدثنا شُعبةُ، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: أتانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعُودُنى مريضًا لا أعقل، فَتَوضَّأَ فصبَّ عَلَيَّ من وَضُوئهِ أو من مائهِ فَأفَقْت فقلت: يا رسول الله، إنما يرثنى كلالة، قال: فنزلتْ آية الفرضِ.
أخبرنا سفيانُ بن عُيَيْنَةَ، عن ابن المنكدر، سمع جابرًا يقول: مَرِضتُ فأتانى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعودنى ماشيا ومعه أبو بكر، فوجدنى قد أُغْمِى عَلَيَّ، فتوضأ ثم صبَّ وَضُوءَهُ عَلَيَّ فأفقت، فقلت: يا رسول الله، كيف أصنع في مالى؟ فلم يُجِبْنى حتى نزلت آية الميراث {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [سورة النساء: ١٧٦] الآية.
---------------
(¬١) أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء، ج ٢ ص ١٩٠.

الصفحة 385