كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 4)

قال: أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبىّ عن أبيه قال: لما أخرج المشركون مَن كان بمكّة من بنى هاشم إلى بدر كُرْهًا كان فيهم نوفل بن الحارث فأنشأ يقول:
حَرَامٌ عليّ حَرْبُ أحْمَدَ إنّنى ... أرى أحمدًا منى قريبًا أواصِرُه
وإنْ تكُ فِهْرٌ أَلَّبَتْ (¬١) وَتَجَمّعَتْ ... عليهِ فإنّ الله لا شكّ ناصِرُه
قال هشام: وأمّا معروف بن الخرّبوذ فأنشد لنوفل بن الحارث:
فَقُلْ لِقُرَيْشٍ إيلِبى وَتَحَزَّبى ... عَلَيْهِ فإنّ اللَّه لا شَكّ ناصِرُه
وقال أيضًا نوفل بن الحارث لما أسلم:
إِلَيْكُم إليكم إنّنى لستُ منكمُ ... تبَرّأتُ من دينِ الشيوخِ الأكابِرِ
لَعَمْرُكَ ما دينى بشئ أبيعُهُ ... وما أنا إذْ أسْلَمْتُ يوْمًا بكافرِ
شهِدْتُ على أنّ النبيّ مُحَمّدًا ... أتى بالهُدى مِنْ رَبّه والبصائرِ
وإنّ رسولَ الله يَدعو إلى التّقَى ... وَإنّ رسولَ اللِّه لَيْسَ بشاعِرِ
على ذاكَ أحْيا ثمّ أُبْعَثُ مَوْقِتًا ... وأثْوَى عليه ميّتًا فى المقابِرِ
قال: أخبرنا عليّ بن عيسى النوفليّ عن أبيه عن عمّه إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: لما أُسِرَ نوفل بن الحارث ببدر قال له رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، افْد نَفْسَكَ يا نوفل، قال: ما لي شيء أفْدي به نفسي يا رسول الله، قال: افْدِ نفسك برماحك التي بجُدّة، قال: أشهد أنّك رسول الله. ففدى نفسه بها وكانت ألف رُمْحِ. وأسلم نوفل بن الحارث، وكان أسنّ مَن أسلم من بني هاشم، أسنّ من عمه حمزة والعبّاس، وأسنّ من إخوته ربيعة وأبي سفيان وعبد شمس بني الحارث. ورجع نوفل إلى مكة ثمّ هاجر هو والعباس إلى رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، أيّام الخندق.
وآخي رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، بينه وبين العبّاس بن عبد المطّلب، وكانا قبل ذلك
---------------
(¬١) في متن ل "أَلَبَتْ" وبالهامش قراءة دى خويه "أَلَّبَتْ" لإقامة الوزن. وقد ضبطت الكلمة في ث ضبط قلم بتشديد اللام. والمثبت قراءة دي خويه ورواية ث.

الصفحة 42