كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 5)

ومن بنى مَخْزُوم بن يَقظة
٧٢٨ - خَالِدُ بنُ الوليدِ
ابن المُغِيرة بن عبد الله بن عُمَر بن مَخْزُوم. ويكنى أبا سليمان. وأمهُ عصماء، وهي لُبَابَة الصغرى بنت الحارث بن حَزْن بن بُجَير بن الهُزَم بن رُوَيْبَةَ بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صَعصعة بن قيس عَيلَان. وهي أخت أم الفضل بنتُ الحارث أم بنى العباس بن عبد المطلب.
وكان لخالد بن الوليد من الولد: المهاجرُ، وعبدُ الرحمن لا بقية له. وعبدُ الله الأكبر قُتل بالعراق: وأمهم أسماء بنتُ أنس بن مُدرِك الخثَعَمِيّ. وسليمانُ بن خالد وبه كان يكنى، وأمه كبشَةُ بنت هَوْذَةَ بن أبي عَمْرو بن عَدّاء بن أُميّة بن رِزَاح بن ربيعة بن حَرَام بن ضنّةَ بن عَبد بن كَبِير بن عُذرة مِنْ قُضَاعة. وعبدُ الله الأصغر وأمه أم تَمِيم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنى يحيى بن الغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: سمعت أبى يُحَدِّث قال: قال خالدُ بنُ الوليد: لما أراد الله بي ما أراد من الخير قَذَفَ في قلبى حبَّ الإسلام، وحضرنى رشدى، وقلتُ قد شهدتُ هذه المواطن كلها على محمدٍ، فليس مَوْطنٌ أشهده إلا انصرفت وأنا أرى في نفسى أنى مُوضِعٌ في غير شئ، وأن محمدًا سيظهرُ. ودافعتْهُ قريش بالراحِ يوم الحديبية فقلتُ: أين المذهَبُ؟ وقلتُ: أخرج إلى هِرقل. ثم قلت: أخرج من دينى إلى نصرانيةٍ أو يهودية، فأقيم مع عجمٍ تابعًا لهم مع عيبِ ذلك عَلَيَّ! ودخل رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، مكة عام القَضِيَّةِ فتغيَّبتُ، فكتب إِلَيّ أَخى: لم أَرَ أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وعقلُكَ عَقلُكَ! ومثل الإسلام جَهِلَهُ أحدٌ؟ وقد سألنى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، عَنك فقال: أين خالد؟ فقلت: يأتى الله به فقال: ما مثل خالد جَهِلَ الإسلام! ولو كان جعل نكايته وَحَدَّة (¬١) مع
---------------
٧٢٨ - من مصادر ترجمته: الإصابة ج ٢ ص ٢٥١، وقد ترجم له المؤلف مرة أخرى فيمن نزل الشام من الصحابة.
(¬١) كذا في الأصل وتحت حاء الكلمة (ح) ولدى الواقدى وابن عساكر في تاريخه "وَجَدِّه".

الصفحة 26