كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 5)

وَلَا تَأْمَنْهُ فقال فخرج معه فاستيقظ به خالد وقد سلَّ السيف يريد أن يقتله به، فقتله خالد بن الوليد.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون ومحمد بن عُبَيد ومحمد بن عبد الله الأسدى، قالوا: حدّثنا مِسعَر، عن عَلْقَمةَ بن مَرثَد (¬١)، عن عبد الرحمن بن سابط قال: أصاب خَالِدَ بنَ الوليد أَرَقٌ فقال له رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: ألا أعلّمك كلماتٍ إذا قُلْتَهُنَّ نِمْتَ! قال قل: اللهم رب السموات السبع، وما أَظَلّت، ورب الأرض (¬٢) وما أَقَلّت، ورب الشياطين وما أَضَلّت، كُنْ جَارِى من شَرِّ خَلْقِك كلهم جميعًا، أن يَفْرُطَ عَلَيّ أحدٌ منهم أو أَنْ يَطْغَى، عَزَّ جَارُكَ ولا إله غَيرُكَ.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدّثنا حُمَيد الطَّوِيل، قال: حدثنا بكر بن عبد الله المزنى، أن أبا الْعَالِيَةَ حدثهم، أن خالد بن الوليد اشتكى إلى النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إنى ألقى تفزاعًا من الليل (¬٣) فقال ألا أعلمك كلمات علمنيهن جبريل - قال: قال يا محمد إن عفريتًا من الجن يكيدك - فقل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يُجاوزُهّن بَرٌّ ولا فاجرٌ من شر ما ينزل من السماء وَمَا يَعْرُجُ فيها، ومن شر ما ذَرَأَ في الأرض وَمَا يَخْرُج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن كل طارقٍ إِلّا طارِقًا يطرُقُ بخيرٍ يا رحمن.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدّثنا حماد بن سَلَمة، قال أخبرنا علي بن زَيدٍ، عن يحيى بن جَعْدَةَ، أن خالد بن الوليد اشتكى إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، تَفْزاعًا يَجِدُهُ بالليل، ثم ذكر مثل حديث حُمَيد الطوِيل عن بكرٍ.
قال: أخبرنا يحيى بن حَمّاد، قال: حدثنا أبو عَوَانَةَ، عَن عاصم بن كُلَيب، قال: سمعتُ شَيخَين في المسجد ممّن سمع خالد بن الوليد، قال أحدهما
---------------
= فالتحذير منه أبلغ. فأخوك مبتدأ، والبكرى نعته والخبر: يخاف منه، مقدرا، وفيه إثبات الحذر واستعمال سوء الظن فيمن لم يتحقق فيه حسن السيرة. قال الديلمى: وهذه كلمة جاهلية تمثل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: هذا من الحكم والأمثال".
(¬١) الضبط عن ابن حجر في التقريب.
(¬٢) رواية الكنز برقم ٤١٣٥٥ "الأرضين".
(¬٣) رواية الكنز برقم ٤١٣٥٤ وهو ينقل عن المصنف "إِنّى أَجِدُ فَزَعًا بالليل".

الصفحة 35