كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 5)

قال: أخبرنا عبد الله بن مَسْلَمة بن قَعْنَب الحَارِثيّ، قال حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الحارِث، عن محمد بن يحيى بن حَبَّان، عن أَبِى سعيد الخُدْرِيّ: أنه أصابتهُ حاجةٌ شديدةٌ فقالت له امرأته: ائْتِ رسولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، فسلهُ، فجاء فوجده قائمًا يتكلم يقول: من يَسْتَغْن يُغْنِه الله، ومن يستعفف يعفّهُ الله، واليدُ العليا خيرٌ من اليد السُّفْلَى، ولا يفتح أحدٌ بابَ مسألةٍ إلا فتح الله عليهِ باب فَقْرٍ.
قال: أخبرنا عَمْرو بن حَكَّام بن أبي الوَضّاحِ، قال: حدّثنا شُعْبة، عن عليّ بن زيد بن جُدْعَان، عن أبي المتُوكِّل النَّاجَى، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: أَهْدَى مَلِكُ الروم إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، هدايا فكان فيما أهدى إليهِ جَرّةً فيها زَنْجَبِيل، فأطعم كلَّ إنسانٍ قطعةً، وأطعمنى قطعةً (¬١).
قال: أخبرنا الفضلُ بن دُكَيْن، قال: حدّثنا أَبُو الأَحْوَص، عن حُصين، عن فُضيل قال: كان أبو سعيد الخُدْرِيّ إذا رُفِع الطعامُ من بين يديه قال: الحمد الله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مُسْلمِين.
قال: أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحَضْرمِيّ وهشام أبو الوليد الطَّيَالِسِيّ قالا: حدّثنا عِكْرِمة بن عَمّار، قال: حدّثني غَيْلَان بن شُمَيْخ الغَيلَانِيّ قال: أتيت المدينة فانطلقت إلى أبي سعيد الخُدْرِيّ فدخلت عليه فإذا شيخٌ كبيرٌ يُصلى حين زالت الشمس معتمدًا على جَرِيدَةٍ إذَا قام اعتمد عليها وإذا ركع أسندها إلى القبلة. فإذا أراد أن يسجد اعتمد عليها من الكِبَر، وإذا سجد جَافَى مِرْفَقَيْه عن جَنْبَيْهِ حتى أرى بياضَ إبطيْهِ.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثنا المُستَمِرُّ بن الرَّيّان، عن أبي نضرةَ قال: قلنا لأبى سعيد الخدرى: ألا نكتب ما نسمع منك؟ قال: تريدون أن تَجعلوها مَصَاحِفَ! احفظوا مِنّا كَمَا حفظنا (¬٢).
---------------
(¬١) علق الذهبي على هذا الخبر بقوله: هذا منكر من وجوه: أحدها أنه لا يُعرف أن ملك الروم أهدى شيئا إلى النبي. وثانيها أن هدية الزنجبيل من الروم إلى الحجاز شئ ينكره العقل.
وعمرو بن حكام كان يروى عن شعبة نحو أربعة آلاف حديث. ترك حديثه (ميزان الاعتدال ج ٣ ص ٢٥٤).
(¬٢) أخرجه ابن عساكر: مختصر ابن منظور ج ٩ ص ٢٧٧.

الصفحة 353