قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثنا مبارك، عن أبي هارون العَبْدِيّ، قال: رأيت أبا سعيد الخُدْرِيّ أبيضَ الرأسِ واللحيةِ.
قال: أخبرنا خالد بن مَخْلَد، قال: حدّثتا عبد الله بن عمر، عن وَهْب [بن] كَيْسان قال. رأيت أبا سعيد الخُدْرِيّ يلبسُ الخزَّ (¬١).
قال: أخبرنا وَكِيع ين الجَرّاح، عن موسى بن دِهْقَان، قال: رأيت أيا سعيد الخُدْرِيّ يَأْتَزِرُ إلى أَنْصَافِ سَاقَيْه.
قال: أخبرنا قَبِيصَة بن عقبة، قال: حدّثنا سفيان، عن محمد بن عَجْلان، عن عثمان بن عبد الله بن أبي رافع (¬٢)، قال: رأيت أبا سعيد الخُدْرِيّ يحفى شاربهُ آخِر الحلق (¬٣).
قال: أخبرنا يحيى بن عباد، قال: حدّثنا أبو عَقِيل بَشِير بن عقبة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، قال: لَمَّا استُبيحَت المدينة - يعني الحَرَّةِ - دخل أبو سعيد الخُدْرِيّ غارًا، فدخل عليه رجلٌ من أهل الشام فقال: اخرجْ. فقال: لا أخرجُ وإِنْ تَدْخلُ عَلَيّ أَقْتُلْكَ. فدخلَ عليهِ فوضعَ أبو سعيدِ السيفَ وقال: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [سورة المائدة: ٩]. قَال: أنت أبو سعيد؟ قال: نعم. قال: اسْتَغْفِرْ لي. قال: غفر الله لك (¬٤).
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني يعقوب بن محمد، عن هند بنت سعيد بن أَبِى سعيد، عن أبيها، عن أَبِى سعيد الخُدْرِيّ قَال: لزمت بَيْتِى ليالى الحَرَّةَ فلم أخرج، فدخل عَلَيَّ نَفَرٌ من أهل الشام فقالوا: أيها الشيخ! أَخْرِجْ ما عندك. فقلت: والله ما عندي مالٌ. قال: فَنَتَفُوا لِحْيَتِى وضَرَبُونى ضَرباتٍ ثم
---------------
(¬١) أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٧٠ وما بين الحاصرتين منه.
(¬٢) ابن أبي رافع: تحرف في الأصل إلى "ابن رافع" وصوابه من التاريخ الكبير للبخارى وتاريخ الإسلام.
(¬٣) أخرجه الذهبي في تاريخ الإسلام.
(¬٤) أخرجه ابن عساكر: مختصر ابن منظور ج ٩ ص ٢٧٧ - ٢٧٨ وفيه "قال استغفر لي غفر الله لك".