كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 5)

ثم ماذا؟ قال: ثم نحرتُ قال: أصبت [انْحَر] قال: ثم ماذا؟ قال: ثم نحرت، قال أصبت [انْحَر] قال: ثم ماذا؟ قال: نُهيتُ، قال: ومن نهاك؟ قال: أبو عبيدة بن الجَرَّاح أَمِيرى. قال: وَلِمَ؟ قال: زعم أنه لا مال لي وإنما لأبيك (¬١) فقلت: أَبِى يقضى عن الأباعد، ويحمل الكَلَّ، ويطعم في المجاعة، ولا يصنع هذا بي! قال: فلك أربع حوائِط (¬٢). قال وكتب له بذلك كتابًا. وأتى بالكتاب إلى أَبِى عُبَيدة بن الجَرّاح فشهد فيه [وأتى عمر فأَبَى أن يشهد فيه و] أَدْنَى حائطٍ منها يجدُّ (¬٣) خمسين وسقًا [و] قدِمَ البدوى مع قيس، فأوفاهُ سِقَتَهُ، وحَملَهُ وكساهُ (*).
فلما قدم الأعرابيّ عَلَى سعد بن عُبَادة قال: يا أبا ثابت (¬٤)! والله ما مثل ابنك صَنعتُ (¬٥) ولا تركت بغير مالٍ، فابنك سيدٌ من سادةِ قومه، نهانى الأمير أن أَبِيعَهُ وقال: لا مال لهُ! فلما انتسب إليك عرفته فتقدّمت عليه لما أَعرف أَنّك تسمو إلى معالى الأخلاق وجسيمها، وأَنك غير مُذمٍّ بمن لا معرفة له لديك. قال: فأعطى سعد ابنه يومئذٍ تلك الحوائط الأربع (¬٦).
وبلغ النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فعل قيس فقال: إنه في بيت جُودٍ.
قال: أخبرنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة قال: حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كان قيس بن سعد بن عُبادة مع علي بن أبي طالب في مقدمته ومعهُ خمسة آلاف قد حلقوا رءوسهم بعد ما مات عليّ. فلمّا دخل الحسن في بيعة معاوية أَبَى قَيْسُ بنُ سعد أن يدخل، وقال لأصحابه: إن شئتم جالدتُ بكم أبدًا حتى يموت الأعجل، وإن شئتم أخذت لكم أمانًا. فقالوا: خُذْ لَنَا فَأَخَذَ لهم أمانًا: أَنّ لهم كذا وكذا، ولا يعاقبون بشئ. وأنا رجلٌ منهم، وأَبَى أن يأخذ لنفسه خاصةً
---------------
(¬١) كذا في مغازى الواقدي ومختصر تاريخ دمشق. وفى الأصل "لك".
(¬٢) الحوائط: البساتين.
(¬٣) أي أقل بستان منها يعطى من الثمار خمسين وسقا.
(¬٤) كذا لدى الواقدي. وفى الأصل "وكساه فاقال الأعرابى لسعد: يا أبا ثابت: والله .. ".
(¬٥) كذا لدى الواقدي الذي ينقل عنه المصنف، وفى الأصل "ضَيَّعْت".
(¬٦) الخبر لدى الواقدي في المغازي ص ٧٧٧.

الصفحة 371