كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 5)

سَلَام وهو في نخلٍ لأهله يَخْتَرِفُ (¬١) لهم منه، فَعَجِلَ أن يضع التي يَخْتَرِفُ لهم فيها، فجاء وهي معه، فسمع من نبى الله، - صلى الله عليه وسلم -، ثم رجع إلى أهله، قال: فلما خلا نبى الله، - صلى الله عليه وسلم -، جاء عبد الله بن سَلَام فقال: أشهد أنك رسول الله حَقًّا، وأَنَّك جئت بِحَقٍّ، ولقد عَلِمَت اليهودُ أَنِّى سَيِّدُهم وابن سَيِّدهم وأَعْلَمُهم وابن أَعْلَمهم، فَادْعُهم، واسْأَلْهم عَنِّي قبل أن يعلموا أَنِّى قد أَسْلَمْتُ، فإنهم إِنْ يعلموا أَنِّى قد أَسْلَمْتُ قالوا فِيَّ ما ليس فِيَّ، فأرسل نبى الله، - صلى الله عليه وسلم -، إليهم فدخلوا عليه فقال لهم نبيّ الله، - صلى الله عليه وسلم -: يا معشر اليهود، وَيْلَكم! اتقوا الله، فوالذي لا إله إلا هو إنكم تعلمون أَنِّى رسول الله حقًّا وأَنّى جئتكم بِحَقٍّ أَسْلِمُوا. قالوا: ما نعلمه. قال: يا معشر اليهود، ويلكم! اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أَنِّى رسول الله حقًّا، وأَنِّى جئتكم بحق أَسْلِمُوا. قالوا: ما نعلمه. قال يا معشر اليهود، ويلكم! اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أَنِّى رسول الله حقًّا، وأَنِّى جئتكم بحق، أَسْلِمُوا. قالوا ما نعلمهُ. قال: فَأَيُّ رَجُلٍ فيكم عبد الله بن سَلَام؟ قالوا: ذاك سيدُنا وابنُ سيدنا، وأعلمنا وابنُ أعلمنا. قال: أَفَرَأَيْتُم إِنْ أَسْلَم؟ قالوا حاشا لله، ما كان ليُسْلِم. قالوا أرأيتم إن أسلم قالوا حاشا لله ما كان لِيُسْلِم. قال: أرأيتم إن إسلم؟ قالوا: حاشا لله، ما كان يُسْلِم. فقال يابن سَلَام اخْرُجْ عليهم. فَخَرَج إليهم فقال: يا معشر اليهود ويلكم! اتقوا الله، والله الذي لا إله إلا هو إنكم تعلمون أَنه رسول الله حقًّا، وأَنه جاء بالحق فقالوا: كذبتَ فأخرجهم رسولُ الله، - صلى الله عليه وسلم - (¬٢).
قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدّثنا حَمّاد بن سَلَمة، عن ثابت، وحُميد، عن أنس بن مالك قال: لما قدم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، المدينةُ أُخْبِرَ عبدُ الله بن سَلَام بقدومه وهو في نَخْلِه، فأتاه فقال: إنى سَائِلُك عن أشياءَ لا يعلمها إلّا نبى، فإن أخبرتنى بها آمنت بك وإن لم تعلَمهُنّ عرفت أنك لست بِنَبِيّ. قال: وما هُنّ؟ قال فسأله: عن الشَبَهِ، وعن أول شئ يأكله أهل الجنّة، وعن أول شئ يَحشر الناس. فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: أخبرني بهن جبريل آنفًا، قال: ذاك
---------------
(¬١) يخترف: أي يجتنى من الثمار ويصرم.
(¬٢) سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٤١٥.

الصفحة 378