كتاب الطبقات الكبرى - ط الخانجي (اسم الجزء: 5)

قال: أخبرنا حَفْص بن غِياث النَّخَعِيّ، عن أشعث، عن أَبِى بُرْدَة بن أبي موسى قال: قدمت المدينة فأتيت عبد الله بن سَلَام، فإذا رجلٌ مُتخشعٌ فجلست إليه فقال: يابن أخى إنك جلست إلينا وقد حان قيامُنا فتأذَن؟
قال: أخبرنا الفَضْل بن دُكَين، قال: حدّثنا حَفْص بن غِيَاث، عن أشعث، عن أَبِي بردة، قال: أتيت المدينة فإذا عبد الله بن سَلَام جالس في حلقة متخشِّعًا عليه سيماء الخير، قال: يا أَخِى جئتَ ونحن نُريد القيام. قال: فأذنتُ له أو قال: أو قلتُ إِذَا شئتَ فقام فاتَّبعتُهُ حتى انتهيت إلى منزله. قال: مَنْ أنت؟ قلت أنا ابن أخيك، أنا أبو بُرْدَة بن أَبِى موسى قال: فرحّب بِي، وَسَأَلَنى، وسقانى قدحًا من سويق فشربته. ثم قال: إنكم بأرض الريف، وإنكم تُسالفون الدهاقين، فَيُهدون لكم حُمْلان (¬١) القَتِّ والدَواخِل (¬٢)، فلا تقربوها فإنها نارٌ (¬٣).
قال قالوا: وتوفى عبد الله بن سَلَام بالمدينة سنة ثلاث وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان (¬٤).
* * *

١٠٠٨ - كَعْبُ بنُ عُجْرَةَ
قال عبد الله بن محمد بن عُمَارة الأَنْصارى: هو من بَلِيِّ قُضَاعَةً حليفٌ لبنى قَوْقَل من بنى عوف بن الخزرج. وقال هشام بن محمد السائِب: هو كعب بن
---------------
(¬١) كذا في مختصر تاريخ دمشق وسر أعلام النبلاء. وفى الأصل "حملات". والحملان: ما يحمل عليه من الدواب في الهبة خاصة.
(¬٢) الدواخل: جمع دوخلة، زنبيل من خوص يجعل فيه التمر والرطب.
(¬٣) مختصر تاريخ دمشق ج ١٢ ص ٢٥٣، وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٤٢٣.
(¬٤) مختصر تاريخ دمشق ج ١٢ ص ٢٥٣.
١٠٠٨ - من مصادر ترجمته: تهذيب الكمال ج ٢٤ ص ١٨٠، وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٥٢، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج ٢١ ص ١٧٦.

الصفحة 386