فإن أَقْرَرتمَا به فلكما ما لأهل الإسلام وعليكما ما على أهل الإسلام، وإن أَبَيتُما فإنى أعرض عليكما الجزية، فإن أقررتما بالجزية فلكما ما لأهل الجزية، وعليكما ما على أهل الجزية، وإن أَبَيتُما فإِنّ عندي رجالًا يُحِبّون القتالَ كما تُحِبّ فارسُ الخَمرَ.
قال: أخبرنا عبد الله بن الزبير الحُمَيدِي، قال: حدّثنا سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: رأيت خالد بن الوليد أُتِىَ بِسُمٍّ فقال: ما هذا؟ قالوا: سُمّ. فقال: بسم الله وشَرِبَه، وأشار سفيان بيده إلى فيه: قال عبد الله بن الزبير: وذلك بالحيرَة.
قال: أخبرنا الفَضْل بن دُكَيْن ومحمد بن عبد الله الأسدى، قالا: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، قال: حدّثنا أبو السَّفَر، قال: نزل خالد بن الوليد الحيرة، فنزل عَلَى بَنِي أُمّ المَرَازِبة [فقالوا: احْذَر السُّمَّ لا يسقيكه الأعاجم] فقال لهم: ائْتُونى بالسّمّ، فلما أتوْهُ بهِ فوضعه في رَاحَتِه ثم قال: بسم الله، فاقتحمه (¬١) فلم يضرّهُ بإذن الله شيئًا (¬٢).
قال: أخبرنا هِشَامُ بن الوليد الطَّيالسى، قال: حدّثنا شُعْبَةُ عن الحكم، عن قيس بن أبي حازم، قال: أَمَّنا خالد بن الوليد باليَرمُوك في ثوب واحدٍ، قد خالف بين طرفية، وَخَلْفَهُ أصحابُ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -.
قال: أخبرنا سليمان بن حَرب، قال حدّثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عن عَطَاء بن السَّائب، عن مُحَارِب بن دِثَار، قال: قيل لخالد بن الوليد: إنّ في عَسكَرِكَ من يشرب الخَمْرَ، فركب دابتهُ وجَالَ في العسكر فلقى رجلًا عَلَى مَنْسِج (¬٣) فرسه زِقُّ خَمْرٍ، فقال له: ما هذا؟ قال: خَلٌّ فقال خالد: اللهم اجعله خَلًّا. قال فجاء الرجلُ أصحابَهُ فقال: قد أتيتكم بخمرٍ مَا شَرِبَت العربُ مثلها، فلما فتحوهُ
---------------
(¬١) رواية ابن عساكر في تاريخه كما في المختصر "ثم اقتحفه" أي: شربه جميعه ورواية الأصل هنا تتفق ورواية الذهبي في سير أعلام النبلاء.
(¬٢) الخبر لدى ابن عساكر في تاريخه كما في المختصر وما بين الحاصرتين منه.
(¬٣) المَنسِج: ما شخص من فروع الكتفين إلى أصل العنق، وهو بمنزلة الكاهل من الإنسان (النهاية).